وروي عنه عليهالسلام : « من أراد أن يعرف کيف منزلته عند الله ، فليعرف کيف منزلة الله عنده ، فإنّ الله ينزل العبد مثل ما ينزل العبد الله من نفسه » (١).
وعن الإمام علي عليهالسلام : « من أراد منکم أن يعلم کيف منزلته عند الله ، فلينظر کيف منزلة الله منه عند الذنوب ؛ کذلك منزلته عند الله تبارك وتعالیٰ » (٢).
وعنه عليهالسلام أيضاً : « من أحبّ أن يعلم کيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإنّ کلّ من خيّر له أمران : أمر الدنيا وأمر الآخرة ، فاختار أمر الآخرة علی الدنيا فذلك الذي يحب الله ، ومن اختار أمر الدنيا فذلك الذي لا منزلة لله عنده » (٣).
وفي النصّ التالي نلتقي صورة معبّرة ودقيقة للعلاقة المتبادلة بين الله تعالیٰ وعبده ، وما أكرم الله تعالیٰ عباده به من قربه وحبه وجواره وفضله إذا أقبلوا عليه ، وأحبّوه وطلبوه. ونجد صورة رائعة من کرم الرب وسعة رحمته ، وفضله ، وعطائه الجمّ تبارك وتعالیٰ في هذا النصّ : « کان فيما أوحی الله تعالیٰ إلی داود : يا داود ، أبلغ أهل أرضي أنّي حبيب من أحبّني ، وجليس من جالسني ، ومؤنسٌ لمن أنس بذکري ، وصاحبٌ لمن صاحبني ، ... ما أحبّني أحدٌ أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلّا قبلته لنفسي ، وأحببته حبّاً لا يتقدّمه أحد من خلقي ، من طلبني بالحقّ وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني ، فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها ، وهلمّوا إلی کرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي ، وآنسوني اُونسکم واُسارع إلی محبتکم » (٤).
__________________
(١) المصدر السابق ٧١ : ١٥٦ ، وهذا التماثل في النسبة وليس في الکمّ.
(٢) بحار الأنوار ٧٠ : ١٨.
(٣) المصدر السابق ٧٠ : ٢٥.
(٤) بحار الأنوار ٧٠ : ٢٦.