وحسب سيئتك واحدة ، وحسب حسنتك عشراً ، وفتح لك باب المتاب وباب الاستعتاب.
فإذا ناديته سمع نداءك ، وإذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك ، وأبثثته ذات نفسك ، وشكوت إليه همومك ، واستكشفته كروبك ، واستعنته علىٰ اُمورك ، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر علىٰ اعطائها غيره ، من زيادة الاعمار وصحة الابدان ، وسعة الارزاق.
ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما اذن لك فيه من مسألته ، فمتىٰ شئت استفتحت بالدعاء ابواب النعمة ، واستمطرت شآبيب رحمته ، فلا يقنطنك ابطاء اجابته ، فان العطية علىٰ قدر النّية » (١).
وفي الحديث القدسي : « يا عبادي ، كلكم ضال إلّا من هديته ، فاسألوني الهدىٰ اهدكم ؛ وكلكم فقير إلّا من اغنيته ، فاسألوني الغنىٰ ارزقكم ؛ وكلكم مذنب إلّا من عافيته ، فاسألوني المغفرة اغفر لكم ... ولو أن اولكم وآخركم وحيكم وميتكم اجتمعوا فيتمنىٰ كل واحد ما بلغت اُمنيته ، فأعطيته لم يتبين ذلك في ملكي ... فإذا اردت شيئاً فإنّما اقول له كن فيكون » (٢).
٢ ـ النوع الثاني من العوائق :
وأمّا العوائق التي تعيق اجابة الدعاء من النوع الثاني فهي كثيرة.
فقد تضر السائل اجابة الدعاء وهو يجهل ذلك ، والله تعالىٰ أعلم بحاله وصلاحه وفساده منه.
وقد يضره الاستعجال باجابة الدعاء ، والله تعالىٰ يعلم أن التأخير في الاستجابة اصلح لحاله وانفع له ، فيؤخر الله تعالىٰ الاجابة دون أن يلغيها أو
__________________
(١) نهج البلاغة ، قسم الرسائل والكتب ، كتاب رقم : ٣١.
(٢) تفسير الامام : ١٩ ـ ٢٠ ، بحار الانوار ٩٣ : ٢٩٣.