فلا يستجاب الدعاء.
وقد لا تكون الاجابة أو الاستعجال بها في صالح صاحب الدعاء ، فماذا يكون مآل هذا الجهد الذي يبذله الانسان في الدعاء ؟ والجواب : أن الدعاء بنفسه يتحول الى (عمل) وعباده تستنزل رحمة الله عليه.
فلا يكون اذن (القضاء والقدر) من مثبطات الدعاء ، فإن الله تعالىٰ إن لم يستجب لدعاء عبده ، حوله إلى عمل وعبادة يجزيه بها في الدنيا والآخرة.
والنصوص الاسلامية تشير إلىٰ هذا المعنىٰ الدقيق في انقلاب (الدعاء) إلىٰ (العمل).
روى حماد بن عيسىٰ عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : « سمعته يقول : ادع ، ولا تقل قد فرغ من الامر (١) ، فإن الدعاء هو العبادة » (٢).
وفي حديث آخر عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام : « ادعه ، ولا تقل قد فرغ من الأمر ، فإن الدعاء هو العبادة ؛ إنّ الله عزّوجلّ يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) » (٣).
٣ ـ العلاقة بين الدعاء والاجابة :
عرفنا ان العوائق من النوع الاول منتفية من ساحه الله تعالىٰ بشكل مطلق.
ولكن العوائق من النوع الثاني حقيقة قائمة وموجودة في حياه العباد وادعيتهم ، ولذلك فان الله تعالىٰ قد يؤجل الاستجابة ، وقد يبدل الاجابة.
وفي غير هاتين الحالتين (حالة التأجيل وحالة التبديل) لابد من الاجابة.
__________________
(١) يعني هذا الامر من قضاء الله وقدره الذي لا يمكن تجاوزه واختراقه بالدعاء.
(٢) وسائل الشيعة ٤ : ١٠٩٢ ، ح ٨٦٤٣ واصول الكافي : ٥١٦.
(٣) وسائل الشيعة ٤ : ١٠٩٢ ، ح ٨٦٤٥ واصول الكافي : الفروع ١ : ٩٤.