محمد المصطفیٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فضيعناها فيما ضيعنا من ثرات الانبياء ومواريثهم.
لقد تعلمنا من أبينا ابراهيم كيف نوحّد الله ، وتعلمنا من اُمنا هاجر كيف نسأل الله.
وفي متاهات الهوىٰ والطاغوت ضيعنا هذا وذاك.
فأعنا اللّهم علىٰ تحصيل ما ضيعناه من تراث أبينا واُمنا ابراهيم وهاجر عليهماالسلام ، واجعلنا من اُسرتهم ، ولا تطردنا ربنا من هذا البيت من آل ابراهيم وآل عمران.
( إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١).
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (٢).
لقد اخذت اُمنا (ام اسماعيل) يومذاك في ذلك الوادي القفر ، وفي رمضاء ذلك الهجير بأسباب الخير كلّها ، وذلك هو السعي والدعاء والفقر.
لقد كانت امنا تسعىٰ إلى الماء وتشرف علىٰ الوادي تارة من علىٰ الصفا ، واخرىٰ من علىٰ المروة باحثة عن الماء ، والله تعالىٰ يحب من عباده الحركة والسعي والعمل ، وجعل ذلك من أهم شروط الرزق.
ولكنها في سعيها كانت منقطعة إلىٰ الله ، وتدعوه تعالىٰ وتسأله في حالة من الانقطاع ، يقلّ نظيرها في تاريخ الانسان.
فلا السعي والتحرك ، كان يحجبها عن الله ، ويقطعها عنه تعالىٰ ، ولا الانقطاع الىٰ الله كان يعطل فيها حالة الحركة والسعي ، السعي الىٰ الماء بأقصىٰ ما
__________________
(١) آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) البقرة : ١٢٨.