عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « قلت له : آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما ؟ فقال : وما هما ؟ قال : قلت : قوله تعالىٰ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ثم ادعو فلا أرىٰ الاجابة. قال : فقال لي : افترىٰ الله اخلف وعده ؟ قال : قلت : لا ، قال : فمه ؟ قلت : لا أدري. فقال : الآية الاخرىٰ ، قلت : قوله تعالىٰ : ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) فاُنفق فلا أرىٰ خلفاً. قال : افترىٰ الله اخلف وعده ؟ قال : قلت : لا. قال : فمه ؟ قلت : لا أدري.
قال لكني اُخبرك إن شاء الله تعالىٰ. أما إنكم لو اطعتموه فيما امركم ثم دعوتموه لأجابكم ، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم ، وأما قولك : تنفقون فلا ترون خلفاً ، أما إنكم لو كسبتم المال من حلّه ثم انفقتموه في حقه ، لم ينفق رجل درهماً إلّا أخلفه الله عليه ، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لاجابكم ، وإن كنتم عاصين.
قال : قلت : وما جهة
الدعاء ؟ فقال : إذا أدّيت الفريضة مجدت الله وعظمته وتمدحه بكل ما تقدر عليه ، وتصلي علىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة ، وتصلي علىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ما أبلاك وأولاك ، وتذكر نعمه عندك وعليك وما صنع بك فتحمده وتشكره علىٰ ذلك ، ثم تعترف بذنوبك ذنباً ذنباً
وتقرّ بها أو بما ذكرت منها ، وتجمل ما خفي عليك منها ، فتتوب إلىٰ الله من جميع معاصيك وأنت تنوي الّا تعود ، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ، ويكون من قولك : « اللّهم إني أعتذر اليك من ذنوبي وأستغفرك وأتوب اليك ، فأعنّي علىٰ طاعتك ، ووفقني لما أوجبت علي من كلّ ما يرضيك ؛ فإني لم
أر