فإنّ القلب لا يرقّ حتىٰ يخلص » (١).
وعن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ، فدونك دونك فقد قصد قصدك » (٢).
وعن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ، ووجل قلبك ، فدونك دونك وقد قصد قصدك » (٣).
والحديث دقيق ، فإن الاستجابة لها علاقة مباشرة بحالة الداعي ، وإن القلب كلما رقّ ، واستكان ، كان الداعي اقرب الیٰ الاستجابة ، وبعكس ذلك كلّما تمنع القلب وقسیٰ كان ابعد عن الاستجابة.
وقد ورد في النصوص الاسلامية الاستفادة من لحظات انكسار النفس ورقة القلب ، لما يلم بالانسان من المصائب والهموم في هذه الدنيا للتوجه إلىٰ الله بالدعاء والسؤال.
فإن هذه اللحظات تهيئ الانسان للاقبال علىٰ الله ولاستقبال رحمة الله ؛ والسر في ذلك كلّه أن القلب لا يتمكّن من هذا (الاقبال) و (الاستقبال) إلّا في حالات الرقة. وعلىٰ الانسان الذي يريد وجه الله والاقبال عليه تعالىٰ في الدعاء ان يكتسب هذه الرقة.
روي عن اسحاق بن عمّار قال : « قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : ادعو فأشتهي البكاء ، ولا يجيئني ، وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرقّ وأبكي ، فهل يجوز ذلك ؟ فقال : نعم ، فتذكر فإذا رققت فابك ، وادع ربك تبارك وتعالىٰ » (٤).
وإذا لم يتسنّ له البكاء ليرق قلبه فليتباك ، فإن التباكي يؤدي إلىٰ البكاء ،
__________________
(١) وسائل الشيعة ٤ : ١١٢٠ ، ح : ٨٧٦١ ، أصول الكافي : ٥٢١.
(٢) وسائل الشيعة ٤ : ١١٤١ ، ح : ٨٧٦٣.
(٣) وسائل الشيعة ٤ : ١١٤١ ، ح : ٨٧٦٦.
(٤) أصول الكافي : ٥٢٣ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٢١ ، ح : ٨٧٦٧.