هو رفع اليدين والتضرع بهما » (١).
ولأنّ الغاية من هذا الاسلوب في الدعاء لم يكن واضحاً للناس ، كان المشككون يشككون الناس في (اسلوب الدعاء). تریٰ لماذا نرفع اليدين إلیٰ السماء ؟ وهل يكون الله في جهة السماء حتىٰ نرفع يدينا الىٰ السماء ؟ فكان أئمة أهل البيت عليهمالسلام يوضحون لهم أن الله تعالىٰ في كل مكان ، ولكننا بهذ الاسلوب في الدعاء نتخذ شعار الاستكانة والحاجة بين يدي الله ، فإن رفع اليدين علامة الاستكانة والحاجة. وهذا الشعار له تأثير ايحائي في ترقيق القلب وازالة القسوة عنه ، وتخليصه وتحضيره بين يديه تبارك وتعالىٰ.
روى الطبرسي في (الاحتجاج) أن ابا قرة قال للرضا عليهالسلام :
« ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم الىٰ السماء ؟ قال أبو الحسن عليهالسلام : إن الله استعبد خلقه بضروب من العبادة ... واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرع ببسط الأيدي ورفعها الىٰ السماء لحال الاستكانة علامة العبودية والتذلل له » (٢).
ولحظات (الرقة) هي لحظات نزول الرحمة ، وعلىٰ الانسان أن يغتنم هذه اللحظات بالتوجه الىٰ الله للدعاء ، فإن الرحمة نازلة من دون حساب في هذه اللحظات. لا لأن لنزول رحمة الله تعالىٰ وقتاً خاصاً ومحدوداً ، بل لأن لاستقبال الرحمة وقتاً محدوداً وحالة خاصة وهي حالة الرقة ، فإذا رق قلب الانسان امكنه ان يستقبل هذه الرحمة.
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اغتنموا الدعاء عند الرقة فانها رحمة » (٣).
عن أبي بصير عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : « إذا رقّ أحدكم فليدع ؛
__________________
(١) أصول الكافي ٢ : ٣٤٨.
(٢) أصول الكافي : ٥٢٢ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٠١ ، ح : ٨٦٨٧.
(٣) بحار الأنوار ٩٣ : ٣١٣.