وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام أيضاً :
« من سرّه أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في الرّخاء » (١).
وعنه عليهالسلام أيضاً :
« كان جدي يقول : تقدّموا في الدعاء ، فإن العبد إذا كان دعّاء فنزل به البلاء فدعا قيل : صوت معروف.
وإذا لم يكن دعّاء ، فنزل به البلاء ، قيل : اين كنت قبل اليوم ؟ » (٢).
وهذه النصوص ترمز الىٰ معنىً ظريف ودقيق ، فإن الدعاء اقبال علىٰ الله ، وأنفذ الدعاء وأقربه الىٰ الاستجابة اكثره اقبالاً علىٰ الله.
فإذا تم الاقبال وخلص القلب ، وتوجه بكلّه إلىٰ الله لم يكن بين الدعاء وبين الاستجابة عند ذلك حجاب ؛ وإذا ضعف الاقبال كانت الاستجابة بقدره ، والاقبال علىٰ الله ، وتحضير القلب عند الله يتم للانسان بكثرة الدعاء.
وهو يتمّ للانسان بكثرة الدعاء ، شأنه في ذلك شأن اي عمل آخر في حياة الانسان ، وكلّما اكثر الانسان من الدعاء تمكن من الاقبال علىٰ الله تعالىٰ اكثر ، وانقاد له قلبه في التوجه الیٰ الله اكثر.
فإذا فاجأه البلاء ، وتوجه الىٰ الله عند نزول البلاء انقاد له قلبه في الاقبال والتوجه بسرعة وبيسر ، وكان دعاؤه قريباً من الاستجابة ، ولم يحل بينه وبين الاستجابة يومئذ شيء.
وروي عن الفضل بن عباس قال : « قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده امامك. تعرّف الىٰ الله في الرخاء يعرفك في الشدة » (٣).
__________________
(١) وسائل الشيعة ٤ : ١٠٩٦ ، ح : ٨٦٦٠.
(٢) وسائل الشيعة ٤ : ١٠٩٦ ، ح : ٨٦٦٧.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٥٨.