ونظراً لأهمية هذه الابحاث
، وقيام كتابها بمراجعتها وتنقيحها وإكمالها بما يجعلها قابلة لاخراجها علیٰ شكل كتب متكاملة في مواضيعها ، فقد شرعت
مجلة « رسالة الثقلين » بإصدار سلسلة کتب تحت عنوان « کتاب الثقلين » مفتتحة عملها المبارك بإصدار الكتاب الاول من هذه السلسلة وهو الكتاب الموسوم بـ « الدعاء عند أهل البيت عليهمالسلام » لسماحة العلامة الشيخ محمد مهدي
الآصفي ، الذي أوضح فيه حقيقة الدعاء وأنه روح العبادة وجوهرها ، وهو مفتاح الرحمة ، لأنه إقبال علیٰ
الله ، فهو يشدّ الإنسان إلیٰ خالقه ، ويجعل ارتباطه به وثيقاً. وليس في العبادات
عبادة تقرب العبد إلیٰ الله أكثر من الدعاء ، وان فقر الانسان وحاجته يلجئانه إلیٰ الله ويزيدانه إقبالاً عليه ، فالدعاء من
أهم الابواب والقنوات التي جعلها الله تعالیٰ لورود عباده عليه والارتباط به ، إذ إن
قنوات الارتباط به تعالیٰ كثيرة منها : التوبة والاستغفار ، والخوف والخشية
، والحب والشوق ، والرجاء والشكر. والاعراض عن الدعاء إعراض عن الله تعالیٰ واستكبار عن عبادته ، قال تعالیٰ : ( وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ). وانما يستعين الانسان
علیٰ قضاء حوائجه الدنيوية والاخروية بالدعاء والابتهال والتضرّع إلیٰ الله سبحانه. وإن بين الدعاء والاستجابة
علاقة متبادلة ، وأي علاقة أفضل من أن يقبل العبد علیٰ ربه بالحاجة والطلب والسؤال ، ويقبل
الله تعالیٰ علیٰ عبده بالاجابة ويخصه بها ؟ وللدعاء آداب وشروط ينبغي
للعبد أن يلتزم بها ولا يتخطاها ، كما أن للاستجابة معوقات وعقبات وموانع وهي الذنوب التي تنغلق بها القلوب ، ويفقد الانسان معها حلاوة الذكر. ولقد كان لأئمة أهل
البيت دورهم الريادي في إرساء قواعد الدعاء ، وتبيان