من اضطهاد وارهاب وتشريد وقتل ، فقد شاءت الارادة الربانية أن يبقیٰ هذا التراث الجليل محفوظاً ، مصداقاً لقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ولن يفترقا حتیٰ يردا عليّ الحوض ». فکما أن القران هو الدستور الخالد للأمة الاسلامية بنص قوله تعالیٰ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فكذلك العترة الطاهرة ، ستبقیٰ خالدة مع خلود القرآن ، خالدة بوجودها الشريف ، متمثلة ببقية الله في أرضه الامام المهدي عليهالسلام ، وخالدة بآثارها ومعالم مدرستها الأصيلة ، التي هي امتداد الرسالة المحمدية الخالدة.
وليس العمل علیٰ نشر معالم هذه المدرسة الشريفة إلّا عملاً علیٰ احياء رسالة السماء والنهوض بالشريعة الاسلامية إلیٰ تحقيق أهدافها في الوصول بالامة الیٰ شاطئ النجاة وسعادة الدارين « ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ابدا ».
فلقد كانت مسيرتهم الطاهرة نبراساً يضيء للامة طريقها في جميع مناحي الحياة علماً وفكراً وسلوكاً وجهاداً ومواقف وإباء ، ورفضاً لجميع أشكال الهيمنة والاستعباد والانحراف عن الصراط القويم الذي أمر الله تعالیٰ عباده أن ينهجوه بقوله تعالیٰ : ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ ).
وانطلاقاً من وصية الامام الرضا عليهالسلام لأتباع أهل البيت عليهمالسلام في قوله : « رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، قيل : وكيف يُحيا أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا » ، أخذت مجلة رسالة الثقلين علیٰ عاتقها القيام بهذه المسؤولية الفخمة بإحيائها للمعارف الاسلامية من منبعها الحقيقي منبع الثقلين ، ودفاعها عن حريم القران الكريم وسنة الرسول الشريفة ، وخط أهل بيته الطاهرين عليهمالسلام بنشرها علیٰ صفحاتها بعض الابحاث المسلسلة ذات الموضوع أو العنوان الواحد ، والتي تصب في هذا المجال ، وتؤدي الدور الاساس في هذا المضمار.