« كتاب الله تبصرون به وتنطقون به وتسمعون به ».
فإذا فقد القلب سلامته فقد خاصية الاستقبال والتوجيه ، فلا يتمكن من استقبال القرآن (النازل) من عند الله.
وإذا فقد القلب القدرة علىٰ استقبال القرآن (النازل) فقد القدرة علىٰ توجيه صاحبه وعلىٰ رفع القرآن (الصاعد) الىٰ الله بالصلاة والدعاء.
وتلك الحالة هي حالة (انغلاق القلب). يقول تعالىٰ : ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) (١).
والاصم الاعمىٰ لا يستطيع أن يستقبل نداءً ولا نوراً ، ومن ثمّ لا يستطيع أن ينطق أيضاً ، فيكون أبكم بطبيعة الحال.
ويقول تعالىٰ عن بني اسرائيل : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) (٢).
إن الحجارة لا تتمكن من أن تستقبل نوراً ولا هواءً ولا ماءً ، وترد كل ما يتوجه اليها من النور والهواء والماء ، وبطبيعة الحال لا تستطيع أن تعطي ثمرة ، فإن الثمرة التي تعطيها التربة الخصبة هي مما تستقبل من النور والهواء والماء.
والقلب إذا فقد سلامته يكون كذلك لا يستقبل النور ولا يمنح النور ، وهي حالة الانغلاق الكامل ، وحالة (موت القلب) يفقد فيها القلب كل حيويته ، فإن حياة القلب بما يأخذ ، ويعطي ، فإذا فقد هذه الخاصية فقد الحياة.
يقول تعالىٰ في موت القلب : ( إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ) (٣).
__________________
(١) البقرة ١٨.
(٢) البقرة : ٧٤.
(٣) فاطر : ٢٢.