يحتاج الكتاب إلى طريق.
وجوابه ان الكتاب وإن كان مشهورا ، الا أن هذه الشهرة مخصوصة بزمان الفاطميين ، وقد انقطعت بعد أن دالت دولتهم ، ولم يحرز بقاؤها ، وشرط الشهرة استمرارها في كل الأزمنة.
فإن قيل إن الاسماعيلية لا زالوا يعملون بهذا الكتاب.
فانه يقال نعم وإن كان ذلك صحيحا ، الا أننا لا نحرز سلامة الكتاب من التحريف ، والحاصل انه لا طريق لنا إلى الكتاب.
وأما الجهة الثالثة : فإن دلالة الشهادة على صحة روايات الكتاب بالنظرة البدوية تامة ، إلا أن التأمل في ذيل عبارته الأولى ، وهو قوله : من جملة ما اختلفت الرواة عنهم. يقتضي حمل كلامه على الصحيح مما اختلف فيه ، لا الصحيح بحسب المصطلح ، أي الاسناد الصحيحة ، نعم عبارته الثانية تفيد معنى الصحيح الاصطلاحي ، لأن معنى الثابت ما كان سنده معتبرا ، إلا أن يكون قوله (الثابت) في العبارة الثانية ناظرا إلى قوله الثابت الصحيح في العبارة الاولى ، فيكون مؤدى العبارتين واحدا ، فكلام المؤلف مجمل ، لا صراحة فيه بتصحيح الروايات الواردة في الكتاب ، وعليه لا يمكن الجزم باعتبار الكتاب من كلتا الجهتين : (طريق الكتاب وشهادة المؤلف) ، ونتيجة لما ذكرنا تكون روايات الكتاب مؤيدة فقط كما قرره العلامة المجلسي قدسسره.
هذا ما وسعنا من البحث ، وما توصلنا إليه من النتائج حول الكتاب ، ولعل المتتبع يعثر على طريق يصحح به الكتاب ، واما الشهادة فلا يمكن الاعتماد عليها بوجه.