الطوسي ، وإلا فذكر الطرق بلا فائدة ، لأن كلّ أحد من المشايخ أو الرواة له طريق صحيح عن أحد الأئمة عليهمالسلام أو جميعهم ولو في مورد واحد.
فهذه الطرق اما أن تكون لجميع الروايات ، عنه عليهالسلام ، وأما لبعضها غير المعين ، وأما لبعضها المعين والأخير خلاف الفرض ، والثاني بلا فائدة ، فيتعين الأول.
وممن استظهر ذلك الشيخ محمد بن أبي جمهور الاحسائي ، فقد ذكر في إجازته للسيد محسن الرضوي ، سبعة طرق للروايات ، ثم قال : فجميع هذه الطرق لجمال المحققين ينتهي الى شيخ الطائفة ومحدّثهم وفقيههم أعني الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ، وهو أعني الشيخ يروي عن الائمة الطاهرين عليهمالسلام وله في روايته طريقان ... وهنا طريق آخر ... فبهذه الطرق ، وبما اشتملت عليه من الأسانيد المتصلة المعنعنة الصحيحة الاسناد المشهورة الرجال بالعدالة والعلم ، وصحة الفتوى ، وصدق اللهجة ، أروي جميع ما أرويه وأحكيه من أحاديث الرسول وائمة الهدى عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام المتعلقة بالفقه والتفسير والحكم والادب والمواعظ وسائر الفنون ، الدنيوية والاخروية ، بل وبه أروي جميع مصنفات العلماء من أهل الاسلام ، وأهل الحكمة ، وأقاويلهم في جميع فنون العلم ، وفتاويهم واحكامهم المتعلقة بالفقه وغيره من السير ، والتواريخ ، والاحاديث ، فجميع ما أنا ذاكره في هذا الكتاب (١) من الأحاديث النبوية والامامية ، طريقي في روايتها واسنادها وتصحيحها هذه الطرق المذكورة عن هؤلاء المشايخ المشهورين بالعلم والفضل والعدالة والله ملهم الصواب (٢)».
__________________
(١) أي كتاب عوالي اللئالي.
(٢) البحار ج ١٠٨ ص ١٣ الطبعة الاسلامية.