أمّا الاسترابادي فلم يرد فيه توثيق ، وهو أحد مشايخ الصدوق (١) ، وقد روى عنه روايات كثيرة ، وترضّى عنه ، وترحّم عليه ، إلّا انّ رواية الصدوق عن شخص لا تدلّ على توثيقه ، كما أنّ ترضّيه عنه وإن دلّ على مدحه إلّا أنّه بحسب الاصطلاح لا يعدّ توثيقا ، وإن رجّحنا ـ كما سيأتي ـ دلالة الترضّي على التوثيق.
وأمّا الآخران فلم يرد فيها توثيق أيضا ، ولم يذكرا بمدح ولا ذمّ ، نعم ، قد ورد في بعض الكلمات انّهما من الشيعة ، وانّهما قدما إلى سامرّاء مع أبويهما هاربين من والي طبرستان ، الحسن بن زيد أحد الزيدية ، فأمرهما الامام عليهالسلام بالرجوع وإبقاء ولديهما ليعلّمهما (٢) التفسير ، غير أنّ الراوي لهذه الرواية نفس الشخصين المذكورين ، فلا يمكن الاعتماد على هذه الرواية لتضمنّها مدحا لأنفسهما.
والنتيجة أنّ الطريق إلى الكتاب ضعيف ، فإن وجد طريق آخر للروايات الموجودة في الكتاب أخذ بها وإلّا فلا.
وأمّا ما استشهد به لتأييد القول الثاني من أنّ الصدوق روي في الفقيه عن هذا التفسير ، ففيه : انّ الصدوق نقل رواية في التلبية (٣) والطريق فيها مختلف بين ما في الفقيه وما في التفسير ، فهي في الفقيه مروية عن الأبوين ، وهي في التفسير عن الولدين ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فقد عثرنا على موارد اخرى نقلها الصدوق في أماليه (٤) والتوحيد (٥) ومعاني الأخبار (٦) عن التفسير ، ومن ذلك ما
__________________
(١) مشيخة الفقيه الطبعة الاولى ص ١٠٤.
(٢) البحار ج ١ ص ٧١ الطبعة الاسلامية.
(٣) من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ٣٢٧ الطبعة الثانية.
(٤) أمالي الصدوق ـ المجلس الثالث ص ١٩ والمجلس الثالث والثلاثون ص ١٤٨ الطبعة الخامسة.
(٥) التوحيد ـ الطبعة الاولى المحققة ص ٤٧ ، ٢٣٠ ، ٤٠٣.
(٦) معاني الاخبار ـ المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف ص ٤ ، ٢٢ ، ٢٩ ، ٣٢ ، ٣٧٨.