جاء في معاني الأخبار في تفسير بسم الله ، وتفسير صراط الذين أنعمت عليهم ، وتفسير الم ، وهي عين ما في التفسير ومما جاء في التوحيد ما ورد في تفسير بسم الله ، وتفسير آية (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً)(١) ولعلّ المتتبّع يقف على موارد أخر نقل فيها الصدوق عن التفسير الموجب عند بعض لاعتبار الكتاب.
ويمكن الجواب عن ذلك بأنّ الرواية الواردة في الفقيه قد يكون لها طريق آخر ، فلا منافاة بينه وبين ما قرّره في أوّل الفقيه.
وأمّا بالنسبة إلى بقيّة كتب الصدوق ، فلم يتعهّد فيها بأنّه لا يروي إلّا الصحيح ، إلّا كتاب المقنع ، وقد مرّ الكلام عنه.
وكيف كان فمطابقة موردين أو ثلاثة لما في التفسير ليس دليلا على صحّة جميع ما فيه ، مضافا إلى ما ذكرنا من أنّ الرواية في الفقيه وردت عن الولدين ، عن أبويهما ، عن الإمام عليهالسلام ، وهذا هو سند صاحب الوسائل في حين أنّ الرواية في التفسير وردت عن الولدين ، عن الامام عليهالسلام.
لا يقال إنّ الصدوق قد اشتبه في النسبة ، فإنّ الوارد في أوّل التفسير انّ الامام عليهالسلام أمر الأبوين بإبقاء الولدين ليعلمها التفسير ، فكيف تكون الرواية عن الأبوين؟!
فإنّه يقال : إن هذا بعيد عن مثل الصدوق ، وصاحب الوسائل ـ وهما خرّيتا هذه الصناعة ـ أن يلتبس عليهما الأمر فلا يميّزا بين الوالدين وولديهما.
والنتيجة أنّ طريق الرواية مشوّش ، واحتمال أنّ الصدوق نقل عن تفسير آخر بعيد أيضا ، ومثله في البعد احتمال تركيب التفسير من الوالدين ومن كلام آخر ، والحاصل انّ هذا التفسير الموجود لم يقم طريق على اعتباره.
__________________
(١) البقرة آية : ٢٢.