ومدحه ، ولكن يمكن استظهار وثاقته بما ذكره ابن الغضائري من أنّ سهل بن أحمد الديباجي ممّن يضع الحديث ، ولا بأس بما رواه من الأشعثيّات وما يجري مجراها ممّا لا ينفرد به ، حيث أنّ ابن الغضائري ممّن عرف بالقدح في الرجال ورميهم بالضعف ، والوضع ومع ذلك يقول : لا بأس بما في الأشعثيّات ، وفيه دلالة على ثبوت وثاقة موسى عنده فإنّه لم يذكر طريقا آخر غير طريق موسى بن إسماعيل ، فنفي البأس عن الكتاب من ابن الغضائري توثيق ضمني لرواته ، ولا أقل من اعتبار نفس الأشعثيّات ، هذا من جهة.
ومن جهة اخرى ذكر ابن طاووس في فلاح السائل انّه رأى وروى كتاب رواية الابناء عن الآباء تأليف محمد بن محمد بن الاشعث (١).
وقال في الإقبال في تعظيم شهر رمضان : وقد رأيت ورويت من كتاب الجعفريّات وهي ألف حديث بإسناد واحد عظيم الشأن إلى مولانا موسى بن جعفر عليهالسلام (٢) ، وبناء على اعتبار توثيقّات ابن طاووس فهذا التعبير منه يعدّ توثيقا لموسى بن إسماعيل.
والنتيجة أنّ سند الكتاب معتبر.
وأمّا الجهة الثالثة : ففي مضمون الكتاب والكلام فيه من ناحيتين :
الأولى : أنّ هذا الكتاب الواصل إلى المحدّث النوري هل هو المقصود بالجعفريّات الذي هو محلّ الكلام؟
الثانية : انّ مناقشات صاحب الجواهر هل هي واردة أم لا؟
أمّا الناحية الثانية : فقد ظهر الجواب عن أكثرها من خلال البحث في الجهتين السابقتين.
__________________
(١) فلاح السائل ـ الفصل الثاني والعشرون ص ٢١٤.
(٢) اقبال الاعمال ص ٣ الطبعة القديمة.