المذهب والرواية ، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهماالله؟ وليس هذا موضع ذكره. انتهى (١).
فهو بعد أن ضعف جعفر بن محمد بن مالك ، يتعجّب من هذين الشخصين لروايتهما عنه ، ولو كان من دأبهما الرواية عن الضعيف لما كان للتعجّب مجال ، فهما لا يرويان عن الضعيف ، وبهذا يستدلّ على انّهما لا يرويان إلّا عن ثقة.
إلّا أنّ هذا الدليل غير تامّ ، وذلك لأنّ قوله : «ولا أدري كيف روى عنه ... الخ» إمّا أن يكون متفرّعا على قوله : «وسمعت من قال : كان أيضا فاسد المذهب والرواية» ، وحينئذ فالتعجّب في محلّه ، إذ كيف لشيخين جليلين أن يرويا عن شخص فاسد المذهب والرواية؟
وإمّا أن يكون متفرّعا على قول أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث .. وحينئذ لا يستلزم الحكم بأنّهما لا يرويان عن ضعيف ، نعم ، للكلام دلالة على انّهما لا يرويان عن شخص ثبت ضعفه اما أن كلّ من رويا عنه فهو ثقة فهذا لا تدلّ عليه العبارة ، وهي قاصرة عن الدلالة على المدّعى ، فالدعوى غير تامّة.
٦ ـ النجاشي أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس
وهو من شيوخ هذا الفن ، وعليه المعوّل في علم الرجال ، وقد ادّعي في حقّه انّه لا يروي إلّا عن الثقاة ، واشتهرت هذه الدعوى بين المتأخرّين ، حتى انّ السيّد الاستاذ قدسسره استظهر وثاقة ابن أبي جيد لأنّه من مشايخ النجاشي (٢).
__________________
(١) رجال النجاشي ج ١ ص ٣٠٢ الطبعة الاولى المحققة.
(٢) معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٢٧٧ الطبعة الخامسة.