الاسكافي أبو علي قال : وجه في أصحابنا ، ثقة ، جليل القدر ... ـ إلى أن قال : ـ وسمعت بعض شيوخنا يذكر انّه كان عنده مال للصّاحب عليهالسلام ، وسيف أيضا ، وانّه وصّى به إلى جاريته ، فهلك ذلك ، له كتاب تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة ، ... وله مسائل كثيرة ، وسمعت شيوخنا الثقاة يقولون عنه : إنّه كان يقول بالقياس ، وأخبرونا بالإجازة له بجميع كتبه ومصنّفاته. انتهى (١).
وقال الشيخ : كان جيّد التصنيف حسنه ، إلّا أنّه كان يرى القول بالقياس ، فتركت لذلك كتبه ولم يعوّل عليها منها كتاب تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة كبير نحو من عشرين مجلّدا (٢).
ومحلّ الشاهد هو قول النجاشي : وسمعت شيوخنا الثقاة ، فهذه الجملة يمكن الاستدلال بها على المدّعى ، ويحكم بوثاقة جميع مشايخ النجاشي ، فإنّ لفظ شيوخ جمع اضيف إلى الضمير ، ولفظ ثقاة صفة له ، وهذا التركيب دالّ على العموم ، والجملة تامّة الدلالة على المراد ، وأمّا القول بأنّ المراد من العبارة أكثر مشايخه لا جميعهم ، فهذا خلاف الظاهر ، وقد تقدّم نظيره في البحث حول كتاب كامل الزيارات ، وذكرنا انّ المراد هناك هم المشايخ.
والحاصل انّ العبارة تامّة ، والاستدلال ممّا لا إشكال فيه ولا سيما انّ مشايخ النجاشي معروفون وعددهم محصور وقد ذكرهم السيّد الاستاذ قدسسره في المعجم (٣) وهم أكثر من ستين شخصا وإن كانوا في الواقع أقل من ذلك لتداخل بعض الاسماء وتكثرها مع اتحاد المسمّى ، ونحن وإن كنّا نوافق سيّدنا الاستاذ قدسسره في النتيجة إلّا أنّه بهذا الدليل لا بالدليل الأوّل.
__________________
(١) رجال النجاشي ج ٢ ص ٣١٠ الطبعة الاولى المحققة.
(٢) الفهرست ص ١٦٠ الطبعة الثانية.
(٣) معجم رجال الحديث ج ٢ ص ١٦٧ الطبعة الخامسة.