ما هو تفسير ، ومنها ما هو مضمون رواية نقلها الراوي ، فلا يمكن النقض بهذه الموارد على كلام الكليني ومع التنزيل والتسليم ، فهو يضرّ بالشهادة على أنها عن الصادقين عليهماالسلام ، وأما بالنسبة الى الصحة فلا.
وأما ما ذكره المستشكل من القطع ببطلان رواية أبي بصير الواردة في تفسير قوله عزوجل «فإنّه (لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ..)» وان الذكر هو رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته هم المسؤولون وهم أهل الذكر (١) ، فقال قدسسره : لو كان المراد بالذكر في الآية المباركة هو رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فمن المخاطب؟ ومن المراد من الضمير في قوله تعالى لك ولقومك؟ وكيف يمكن الالتزام بصدور مثل هذا الكلام عن المعصوم عليهالسلام فضلا عن دعوى القطع بصدوره (٢).
والجواب : إن هذه الرواية ذكرها صاحب مصابيح الانوار (٣) وعدها من الروايات المشكلة ، وقال في آخر كلامه : لعل هذه الرواية توهّم من الراوي فإن هذا التفسير وارد في بيان آية الذكر ، فالراوي توهم وذكره في هذه الرواية ، فذكر تفسير تلك الآية في ذيل هذه الآية (٤) ، وهذا أقوى الاحتمالات التي ذكرها في توجيه الرواية كما يظهر من مراجعة سائر الروايات الواردة في تفسيرها ، فالرواية قابلة للتوجيه ، وحملها على المعنى الصحيح ، مضافا إلى أنه لا يمكن للمستشكل على مبناه رد مثل هذه الرواية بعد كونها جامعة لشرائط الحجية وصحة السند فيلزمه توجيهها (٥).
__________________
(١) الكافي ج ١ باب أن اهل الذكر هم الأئمة عليهمالسلام ج ٤ ص ٢١١.
(٢) معجم رجال الحديث ج ١ الطبعة الخامسة ص ٣٥.
(٣) مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار ج ١ ص ٣٦٣ مطبعة الزهراء بغداد.
(٤) مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار ج ١ ص ٣٦٤ مطبعة الزهراء بغداد.
(٥) ذكر الحر العاملي في فوائده الطوسية (الفائدة ٣٤) وجوها ستة لتوجيه الرواية ص ١٠٥ ، فراجع.