ويمكن أن يستشهد أيضا لهذه الدعوى بما رواه النجاشي ، عن الكشّي ، عن نصر بن الصباح ، قال : ما كان أحمد بن محمد بن عيسى يروي عن ابن محبوب من أجل أنّ أصحابنا يتّهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة ـ وفي نسخة : ابن أبي حمزة ـ قال : ثمّ تاب ورجع عن هذا القول. قال ابن نوح : وما روى عن ابن المغيرة ـ وهو عبد الله كما نصّ عليه الكشّي ـ ولا عن الحسن بن خرّزاذ. انتهى (١).
والحال انّ الحسن بن محبوب ، وعبد الله بن المغيرة ، والحسن بن خرّزاذ ، من الثقاة الأجلّاء ، أمّا عدم روايته عن ابن محبوب ، فإن كان المقصود من أبي حمزة الذي يروي عنه ابن محبوب هو الثمالي فهو من السابقين وابن محبوب أصغر سنّا من أن يروي عن الثمالي ، ولذلك تستبعد روايته عنه ، وعلى فرضها يكون ابن محبوب حينئذ موردا للاتّهام ، وقد تقدّم نظير هذا في بعض المعاصرين للنجاشي ، وإنّ كان المقصود هو البطائني فلأنّه ضعيف في نظره ، وعدم رواية الأشعري عن ابن محبوب لأنّه يروي عن البطائني الضعيف.
والأظهر انّ المقصود هو الأوّل ـ أي الثمالي ـ ولذلك كان ابن محبوب موردا للاتّهام ، إلّا أنّ الأشعري تاب وانكشف له الخلاف ، وصار يروي عنه بعد ذلك ، وأمّا مناط التوبة وكيفيّة الانكشاف فهذا أمر آخر كما ذكرنا في حاله مع البرقي.
وأمّا عدم روايته عن عبد الله بن المغيرة ، وعن الحسن بن خرزّاذ فلم يذكر وجهه ولا بد من البحث.
والحاصل انّ أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري لا يروي عن الضعيف
__________________
(١) رجال النجاشي ج ١ ص ٢١٧ الطبعة الاولى المحققة.