وإن أمكن أن يقال إنّ عبد الله الكوفي هو خادم الشيخ أبي القاسم ولو كان كاذبا لردّه الشيخ ، إلّا أنّ هذا لا يرفع الاشكال ، فإنّ الراوي عن عبد الله وهو الحسين بن تمام محلّ نقاش ـ كما مرّ ـ وقد ذكره السيّد الاستاذ قدسسره في غير المقام ، وناقش في وثاقته (١) ، الا أنه نقل في المعجم توثيق النجاشي له ، وانه من مشايخ الصدوق ، وأن طريق الشيخ إليه صحيح ، وقد أورد الشيخ الأنصاري قدسسره هذه الرواية في كتاب الرسائل ، وعبّر عنها بقوله : ومثل ما في كتاب الغيبة بسنده الصحيح إلى عبد الله الكوفي خادم الشيخ ... الخ (٢) فهو يصحّح الرواية إلى عبد الله ومعناه : أنّ أبا الحسين بن تمام معتبر عنده ، وهو الصحيح ، فإنّ أبا الحسين بن تمام قد وثّقه النجاشي (٣) ، فلا إشكال فيه ، وإنّما الاشكال في جهالة عبد الله الكوفي فقط ، فإن أمكن الأخذ بما ذكرنا من التوجيه ، فلا إشكال على الرواية من حيث السند ، ويبقى الكلام في الدلالة وإلّا فمن الجهتين.
__________________
(١) معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٣٦٢ الطبعة الخامسة.
(٢) فرائد الاصول ص ٨٧ الطبع القديم.
(٣) رجال النجاشي ج ٢ ص ٣٠٥ الطبعة الاولى المحققة.