العبّاس ، أو ذكره في رجاله ، أو في كتابه ... (١)
وبانضمام هاتين المقدّمتين يستنتج أنّ كلّ من ذكره الشيخ من أصحاب الامام الصادق عليهمالسلام ، فهو مذكور في كتاب ابن عقدة ، وانّهم ثقاة.
وقد يستشكل بأنّ مجموع ما ذكره الشيخ من أصحاب الصادق عليهالسلام لم يبلغ أربعة آلاف شخص ، بل هو أقلّ من هذا العدد.
والجواب : أنّ ابن عقدة أورد أسماء كلّ من أدرك الامام الصادق عليهالسلام ، وإن كان معدودا في أصحاب الباقر عليهالسلام ، أو أصحاب الكاظم عليهالسلام ، بينما الشيخ ميّز أصحاب كلّ إمام ، ولا بدّ حينئذ أن يقلّ العدد عند الشيخ ، وبهذا يمكن الجمع ويرتفع الاشكال.
والحاصل : انّ كلّ من ذكره الشيخ من أصحاب الصادق عليهالسلام ، فهو مذكور في كتاب ابن عقدة ، وعليه فالتوثيق الوارد في كلام الشيخ المفيد ، وابن شهراشوب ، والطبرسي ، شامل لهولاء.
وأمّا النجاشي فهو وإن تعرّض لكلام ابن عقدة ، إلّا أنّه جعله على ثلاثة أقسام ، فوثّق قسما ، وسكت عن قسم ، وضعّف القسم الثالث.
أمّا من وثّقه فلا كلام فيه ، وأمّا من سكت عنه ولم يذكر في حقّه شيئا فهو محلّ الكلام ، وأمّا القسم الثالث فهو بحاجة إلى بحث ـ وسيأتي ـ.
وبناء على كلام النجاشي ، فإن قلنا بأنّ الدعوى تامّة ، فهي إنّما تنفع في القسم الثاني فقط ، فإذا ذكر شخصا وعبّر عنه بقوله : «ذكره ابن عقدة» فهو مشمول للتوثيق.
ثم إنّ هذه الأقسام الثلاثة مذكورة في كلام الشيخ ، ويكفي للحكم بوثاقة الشخص عنده عدّه من أصحاب الصادق عليهالسلام ، لأنّه قرّر أن يذكر جميع ما ذكره ابن عقدة من أصحاب الصادق عليهالسلام.
__________________
(١) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٧٧١ الطبع القديم.