بن عمران العجلي ، عن علي بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : اعرفوا منازل الناس منّا على قدر رواياتهم عنّا (١).
وقد استشكل قدسسره في إسناد هذه الروايات ودلالتها.
أمّا من جهة السند فكلّها ضعيفة ، وأمّا من جهة الدلالة فإنّ قوله : «على قدر رواياتهم عنّا» فيه :
أوّلا لا بدّ أن يحرز أنّ الروايات عنهم عليهمالسلام.
وثانيا انّ إحراز الرواية عنهم إمّا بالعلم أو بالحجّة ، وكثرة الرواية عنهم عليهمالسلام لا دلالة فيها على الوثاقة ، فلا بدّ من إحرازها من دليل آخر (٢).
ونحن وإن كنّا نوافق سيّدنا الاستاذ قدسسره فيما أورده على الدلالة كما نوافقه على ضعف الروايتين الأخيرتين ، للرفع في أحدهما والارسال في الاخرى إلّا أنّا لا نوافقه على تضعيف الرواية الاولى بمحمد بن سنان ـ وسيأتي البحث عنه في الخاتمة بإذن الله تعالى ـ.
وممّا يرد على الدلالة أيضا أنّه ورد في الرواية الثانية قوله : «بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنّا» والاحسان إنّما يكون فيما إذا كان الراوي ضابطا ، فنفس الروايات تدلّ على لابدّية إحراز الوثاقة.
هذه هي أهمّ العلامات التي يمكن أن يدعى فيها الكاشفية عن الوثاقة أو الحسن في الراوي ، وهناك علامات اخرى ادّعي فيها ذلك إلّا أنّها ليست تامّة الدلالة فضربنا عنها صفحا اكتفاء بما ذكرنا .. نعم فيها إشعار بمدح الراوي أمّا إلى الحدّ الذي يجعلنا أن نأخذ بروايته ونعتمد عليها فلا.
وبهذا يتمّ الكلام عن هذا الفصل.
__________________
(١) رجال الكشي ج ١ ص ٧٥ الطبعة الخامسة ص ٤٦٩.
(٢) معجم رجال الحديث ج ١ ص ٧٥ الطبعة الخامسة.