رسول الله صلىاللهعليهوآله جهد الناس في إطفاء نور الله فأبى الله إلّا أن يتمّ نوره بأمير المؤمنين عليهالسلام ، فلمّا توفّي أبو الحسن عليهالسلام جهد علي بن أبي حمزة في إطفاء نور الله فأبى الله إلّا أن يتمّ نوره ، وانّ اهل الحقّ إذا دخل فيهم داخل سرّوا به ، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه ، وذلك انّهم على يقين من أمرهم ، وإنّ أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سرّوا به ، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه ، وذلك أنّهم على شكّ من أمرهم ، إنّ الله جلّ جلاله يقول : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ)(١) قال : ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام المستقر الثابت ، والمستودع المعار (٢).
ومنها : ما رواه بسنده إلى إسماعيل بن سهل ، قال : حدّثني بعض أصحابنا ، وسألني أن أكتم اسمه ـ قال : كنت عند الرضا عليهالسلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السرّاج ، وابن المكاري ، فقال له ابن أبي حمزة : ما فعل أبوك؟
قال : مضى ، قال : مضى موتا؟ قال : نعم ، قال : إلى من عهد؟ قال : إليّ ، قال : فأنت إمام مفترض الطاعة من الله؟ قال : نعم.
قال : ابن السرّاج ، وابن المكاري : قد والله أمكنك من نفسه.
قال : ويلك وبما أمكنت ، أتريد أن آتي وأقول لهارون أنا إمام مفترض الطاعة؟ والله ما ذلك علي ، وإنّما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم ، وتشتّت أمركم ، لئلّا يصير سرّكم في يد عدوكم.
قال له ابن أبي حمزة لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلّم به.
قال : بلى لقد تكلّم خير آبائي ، رسول الله صلىاللهعليهوآله لما أمره الله تعالى أن ينذر
__________________
(١) سورة الانعام : آية ٩٨.
(٢) رجال الكشي ج ٢ ص ٧٤٢ مؤسسة آل البيت (ع).