وعدّ الأخيرين مؤيّدين أولى من عدّهما دليلين على الوثاقة ، لأنّ عدم ذكره بشيء لا يدلّ على التوثيق لاحتمال التوقّف فيه ، كما أنّ ابن الغضائري إنّما عبّر بذلك بعد أن ضعف الحسن.
فالوجهان الأخيران وإن لم يكونا صريحين في التوثيق إلّا أنّ بقيّة الوجوه تامّة الدلالة.
وأمّا الوجوه التي استدلّ بها على ضعفه فهي :
الأوّل : ما ذكره الكشّي عن ابن مسعود ، عن أبي الحسن علي بن فضّال : علي بن أبي حمزة كذّاب متّهم ، روى أصحابنا أنّ أبا الحسن الرضا عليهالسلام قال بعد موت ابن أبي حمزة : إنّه أقعد في قبره فسئل عن الأئمة فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إليّ فسئل فوقف فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره نارا (١).
وفي رواية اخرى : قال ابن مسعود : سمعت علي بن الحسن يقول : ابن أبي حمزة كذّاب ملعون قد رويت عنه أحاديث كثيرة ، وكتبت تفسير القرآن من أوّله إلى آخره ، إلّا أنّي لا أستحلّ ان أروي عنه حديثا واحدا (٢).
وقد ذكر ابن فضّال عين هذا في الحسن بن علي بن أبي حمزة ، فلا محالة انّه وقع اشتباه في أحدهما.
والمؤيّد لكون المراد هو علي بن أبي حمزة ، انّه ورد في أحواله أنّ له تفسيرا (٣) ، ولم يرد ذلك في أحوال الحسن.
نعم ، يمكن أن يقال : إنّ المراد هو الحسن بن علي بن أبي حمزة ، وإنّ التفسير لأبيه ، وإنّ ابن فضّال روى التفسير عن الحسن ، عن أبيه.
__________________
(١) رجال الكشي ج ٢ ص ٧٤٢ مؤسسة آل البيت (ع).
(٢) ن. ص ص ٧٠٦.
(٣) رجال النجاشي ج ٢ ص ٦٩ الطبعة الاولى المحققة.