وقال في مورد آخر من الإستبصار : «وهو ضعيف جدا لا يعوّل على ما ينفرد بنقله» (١).
هذا أهم ما ورد في حق علي بن حديد في كلمات علماء الرجال.
والتحقيق في المقام : ان ما ورد في كلام الكشي ، عن نصر بن الصباح ، من أن علي بن حديد فطحي ، محل نظر ، لعدم الإشارة الى ذلك في كلمات النجاشي ، والشيخ ، والبرقي ، وابن شهراشوب ، ولو كان ذلك ثابتا لا شاروا إليه ، نعم ما ذكره الشيخ في التهذيب وقوله «لا يعوّل على ما ينفرد بنقله» قد يستفاد منه الإشارة الى ذلك ، حيث أن مذهب الشيخ عدم العمل على ما ينفرد به المخالف ، إذا وقع التعارض بينه وبين ما يرويه الإمامي العدل ، كما نص على ذلك في العدة (٢) الا أن عدم تعرضه ولو بالاشارة الى كونه فطحيا في كتابي الفهرست والرجال وعده إياه من أصحاب الرضا ، والجواد عليهماالسلام ، يعارض هذا الاستظهار ، الا أن يقال إنّ علي بن حديد تغير رأيه ، ورجع الى الحق ، عند ذكر الشيخ له في الفهرست والرجال والحاصل ان نسبته الى الفطحية ، أو بقاءه عليها ، غير ثابتة وللكلام في هذه الناحية تتمة ستأتي ، وأما الروايتان اللتان أوردهما الكشي ، فهما وان كانتا تدلان على جلالته ، ومكانته ، الّا أنهما ضعيفتان ، أمّا الاولى فبعلي بن محمد ، وهو ابن قتيبة ، وأمّا الثانية فبآدم بن محمد القلانسي ، وعلي بن محمد القمي.
واما الروايات فالاخيرتان مع الغض عن سندهما ترجعان إلى علي بن حديد ، فهو الراوي لهما ولا يثبتان له مدحا ولا توثيقا ، وامّا الأولى فهي وان كانت
__________________
ـ الرابعة.
(١) ن. ص ج ٣ باب النهي عن بيع الذهب بالفضة نسبئة ص ٩٥ ح ٩.
(٢) عدة الاصول ج ١ ص ٣٨٠ الطبعة الاولى المحققة.