قال : حدّثنا جبرئيل بن أحمد ، قال : حدّثنا محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الوليد بن صبيح ، قال : قال داود بن علي لأبي عبد الله عليهالسلام : ما أنا قتلته ـ يعني معلّى ـ قال : فمن قتله؟ قال : السيرافي وكان صاحب شرطته قال : أقدنا منه.
قال : قد أقدتك ، قال : فلمّا أخذ السيرافي وقدم ليقتل ، جعل يقول : يا معشر المسلمين ، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم ، ثم يقتلوني ، فقتل السيرافي (١) ، هذا ما يهمنا مما ورد في حقه من الروايات واما بقية الروايات وهي ست روايات أخرى أوردها الكشي في رجاله خمس منها راجعة الى قتله ، ودعاء الامام عليهمالسلام له وعلى قاتله ، نظير ما تقدم. نعم ذكر في واحدة منها : أن سبب قتله هو كتمانه لأسماء أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام ، وعدم افشائه ، واما الرواية السادسة فهي في فعل المعلى يوم العيد ، حيث يخرج الى الصحراء شعثا مغبرّا في زي ملهوف فإذا صعد الخطيب المنبر ، مد يده نحو السماء ثم قال : اللهم هذا مقام خلفائك واصفيائك ، وموضع أمنائك الذين خصصتهم بها ، ابتزوها ، وأنت المقدر للاشياء لا يغلب قضاؤك ... الى آخر دعائه (٢).
وقد ذكر المحدّث النوري روايات اخرى تدلّ على جلالة قدره ومنزلته (٣).
وأمّا ما استدلّ به على ضعفه فامور :
الأوّل : ما ذكره النجاشي ، قال : كوفي ، بزّاز ، ضعيف جدا ، لا يعوّل عليه (٤).
الثاني : ما ذكره ابن الغضائري قال : كان أوّل أمره مغيريا ، ثم دعا إلى محمد ابن عبد الله ، وفي الظنّة أخذه داود بن علي فقتله ... ولا أرى الاعتماد على شيء
__________________
(١) رجال الكشي ج ٢ ص ٦٧٧ مؤسسة آل البيت (ع).
(٢) ن. ص ص ٦٧٩.
(٣) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٦٨٢ الطبع القديم.
(٤) رجال النجاشي ج ٢ ص ٣٦٣ الطبعة الاولى المحققة.