روى الكشّي عن حمدويه بن نصير ، قال : حدّثني محمد بن عيسى ، ومحمد بن مسعود ، قال : حدثنا محمد بن نصير ، قال : حدّثنا محمد بن عيسى ، عن سعيد بن جناح ، عن عدّة من أصحابنا ، وقال العبيدي : حدّثني به أيضا عن ابن أبي عمير ، أن ابن يعفور ومعلّى بن خنيس ، كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله عليهالسلام ، فاختلفا في ذبائح اليهود ، فأكل معلّى ولم يأكل ابن أبي يعفور ، فلمّا صارا إلى أبي عبد الله عليهالسلام أخبره فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلّى في أكله إيّاه (١).
والروايتان الأخيرتان صحيحتان.
والتحقيق في المقام ان يقال إنّ جميع ما استدلّ به على ضعفه قابل للمناقشة.
أمّا من جهة الروايات فلا دلالة فيها على الضعف ، ولا إشعار فيها بالانحراف ، فروايتا الطائفة الاولى مضافا إلى ضعف سندهما ، اشتملت الثانية منهما على ترحّم الامام عليهالسلام على المعلّى بن خنيس ، نعم ورد في بعضها : ومن أذاعه علينا سلبه الله (٢) ، إلّا انّه يمكن أن تحمل على عدم التوفيق والمخالفة في مقام العمل ، لا في الاعتقاد ، فلا دلالة فيها على فساد المذهب ، ولا على عدم الصدق في الرواية.
والذي يسهل الخطب انّ الرواية مخدوشة من جهة السند فلا اعتبار بها.
ورواية الطائفة الثانية لا دلالة فيها على الانحراف ، أو عدم الوثاقة ، مضافا إلى أنّ المعلّى قد رجع عن هذا القول بعد سماعه قول الامام عليهالسلام ، ويحتمل أيضا حمل هذه الطائفة على الطائفة الاولى بمعنى أنّ هذا من إذاعة السرّ فإنّه قد ورد في الروايات انّ الأئمّة عليهمالسلام محدّثون (٣) ولم ترد رواية صحيحة انّهم أنبياء ...
__________________
(١) ن. ص ص ٥١٧.
(٢) ن. ص ص ٥١٧.
(٣) أصول الكافي ج ١ كتاب الحجة باب أن الائمة (ع) محدثون مفهمون ص ٢٧٠ مطبعة ـ