فإنّه لا نبي بعدي.
وأمّا الطائفة الثالثة فقد ورد في بعض الروايات عكس ذلك ، وانّ الذي تناول من ذبائح اليهود هو ابن أبي يعفور ، لا المعلّى بن خنيس ، وأنّ الامام استحسن فعل المعلّى ، لا فعل ابن أبي يعفور كما ذكر ذلك الشيخ المفيد في رسالة الذبائح (١) والسيّد المرتضى في الطرابلسيات (٢).
وعلى فرض ثبوت النسبة إلى المعلّى فلا يضرّ بالمقام ، كما لا دلالة فيه على الانحراف وعدم الوثاقة.
والحاصل انّ الروايات القادحة لا تعارض الروايات المادحة.
وأمّا تضعيف النجاشي فهو من جهة نسبته إلى الغلو ، كما يظهر ذلك صريحا في كلام ابن الغضائري ، وان المعلّى كان أوّل أمره مغيريا وهذا أمر لم يصل إلينا ولم يثبت عندنا.
والذي يظهر من الروايات المادحة أنّه لم يكن منحرفا في عقيدته ولم يكن مغيريا ، أو أنّه كان يدعو إلى محمد بن عبد الله ، وأخذ على هذه الظنّة بل إنّما أخذ وقتل لأنّه كان على منهاج الصادق عليهالسلام كما صرّح الشيخ بذلك ، وقد شهد له الامام بالجنّة ودعى على قاتله وهذا يدل على جلالته وعظم مكانته ومقامه عنده عليهالسلام.
والحاصل انّ المعلّى بن خنيس ثقة ، صدوق ، وانحرافه غير ثابت ، فهو من الأجلاء الثقاة.
__________________
الحيدري.
(١) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٦٨٢ الطبع القديم.
(٢) ن. ص ص ٦٨٢.