علي الأبار ، حدّثنا عبد الأعلى بن واصل ، حدّثنا أبو نعيم ـ ضرار بن صرد (٦٢) ـ قال : سمعت سليم بن عيسى المقرئ (٦٣) قال : سمعت سفيان بن سعيد الثوري يقول : سمعت حمّاد بن أبي سليمان يقول : أبلغوا أبا حنيفة المشرك إني من دينه بريء إلى أن يتوب. قال سليم : كان يزعم أن القرآن مخلوق.
٤٨ ـ أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثني جدي قال : حدثني علي بن ياسر ، حدثني عبد الرّحمن بن الحكم بن شتر بن سلمان عن أبيه ـ أو غيره وأكبر ظني أنه عن غير أبيه ـ قال : كنت عند حمّاد بن أبي سليمان إذ أقبل أبو حنيفة ، فلما رآه حمّاد ، قال : لا مرحبا ولا أهلا ، إن سلم فلا تردوا عليه ، وإن جلس فلا توسعوا له. قال : فجاء أبو حنيفة فجلس ، فتكلم حمّاد بشيء ، فرده عليه أبو حنيفة ، فأخذ حمّاد كفا من حصى فرمى به.
٤٩ ـ أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال : قيل لشريك ، استتيب أبو حنيفة؟ قال : قد علم ذاك العواتق في خدورهن.
٥٠ ـ أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا ابن درستويه (٦٢) ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني الوليد قال : حدثني أبو مسهر ، حدثني محمّد بن فليح المدنيّ (٦٣) عن أخيه سليمان (٦٤) ـ وكان علامة بالناس ـ : أن الذي استتاب أبا حنيفة خالد القسري. قال : فلما رأى ذلك أخذ في الرأي ليعمى به.
وروى أن يوسف بن عمر استتابه ، وقيل إنه لما تاب رجع وأظهر القول بخلق القرآن ، فاستتيب دفعة ثانية فيحتمل أن يكون يوسف استتابه مرة ، وخالد استتابه مرة والله أعلم.
٥١ ـ أخبرنا علي بن طلحة المقرئ والحسن بن علي الجوهريّ قالا : أخبرنا عبد
__________________
(٦٢) ابن درستويه. سبقت الإشارة إليه.
(٦٣) محمد بن فليح المدني. قال أبو حاتم : ما به بأس. وليس بذاك القوي. وقال البخاري : مات سنة سبع وتسعين ومائة. ووثقه بعضهم ، وهو أوثق من أبيه. وقال ابن معين : ليس بثقة. وقال أبو حاتم : ليس بقوي ، لا يعجبني حديثه (ميزان الاعتدال ٤ / ١٠).
(٦٤) سليمان هذا مجهول.