وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال : أخبرني أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاريّ قال : قال أبي : سمعت من أبي كريب ثلاثمائة ألف حديث.
حدّثنا يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ بحلوان ـ قال : حدّثنا نصر بن محمّد الأندلسي قال : سمعت أبا الحسن علي بن القاسم القاضي قال : سمعت أبي يقول : كان موسى بن إسحاق لا يرى متبسما قط ، فقالت له امرأة : أيها القاضي لا يحل لك أن تحكم بين الناس ، فإن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يحل للقاضي أن يحكم بين اثنين وهو غضبان» فتبسم.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن أحمد بن موسى القاضي يقول : حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي ـ بالري ـ سنة ست وثمانين ومائتين ، وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا ، فأنكر ، فقال القاضي شهودك ، قال : قد أحضرتهم فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته ، فقام الشّاهد وقال للمرأة قومي ، فقال الزوج تفعلون ما ذا؟ قال الوكيل ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة لتصح عندهم معرفتها ، فقال الزوج : وإني أشهد القاضي أن لها عليّ هذا المهر الذي تدعيه ، ولا تسفر عن وجهها ، فردت المرأة وأخبرت بما كان من زوجها ، فقالت المرأة : فإني أشهد القاضي أن قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدّنيا والآخرة. فقال القاضي : يكتب هذا في مكارم الأخلاق.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : مات أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاريّ القاضي بالأهواز ، وهو قاض عليها ، وكانت وفاته ليلة الجمعة ، ودفن بها يوم الجمعة ، لسبع بقين من المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : أبو بكر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاريّ ثم الخطمي ، مات في المحرم سنة سبع وتسعين ، قاضيا بالأهواز ، ومولده سنة عشر ومائتين ، فكان له على ذلك ست وثمانون سنة. بلغني أنه أقرأ الناس القرآن وله ثمان عشرة سنة في درب صالح ، على نهر موسى من الجانب الشرقي من مدينتنا ، وأنه استقضى وله ثمان وعشرون سنة. كتب الناس عنه فأكثروا ، ومات على ستره.