علائم القيامة.
ثمّ إنّ بعض المفسّرين قد فسّر أشراط الساعة بانشقاق القمر كما في قوله تعالى :
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ). (١)
ومنهم من ذهب إلى تفسير ذلك بنزول القرآن الكريم الذي هو خاتم الكتب.
وعلى كلّ حال فهذه الآية تحكي وبصورة قطعية عن تحقّق بعض علائم الساعة :
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ). (٢)
يقول المفسّرون : حينما نزلت آية : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (٣) ، وجد منها أهل مكة وجداً شديداً.
فقال أحد المشركين ـ ابن الزبعري ـ : خصمتك ـ والله ـ يا محمد ، ألست تثني على عيسى خيراً ، وقد عرفت أنّ النصارى يعبدون عيسى وأُمّه ، أفليس هؤلاء مع الآلهة في النار؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا» ، فقالت قريش : خصمك ابن الزبعري ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قلتم الباطل أما قلت : إلّا من استثنى الله وهو قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ). (٤)
__________________
(١). القمر : ١.
(٢). الزخرف : ٦١.
(٣). الأنبياء : ٩٨.
(٤). تفسير نور الثقلين : ٣ / ٤٥٩. والآية ١٠١ من سورة الأنبياء.