المرتبة الكريمة وهو خاتم النبيّين ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أفضل من زمرة النبيّين بأصيلتهم بما أنّه ـ عليه وآله السلام ـ في آخر سلسلة العود بمنزلة العقل الأوّل في أوّل سلسلة البدء من حيث أنّهما بحسب القرب من نور الأنوار ومبدأ المبادى ـ جلّ سلطانه ـ على نسبة واحدة ؛ فلذلك كان العقل الأوّل نور خاتم النبوّة ، ونطق (١) لسان مرتبة المحمديّة ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ تارة بقوله : «اوّل ما خلق الله العقل» (٢) واخرى بقوله : «اوّل ما خلق الله نورى.» (٣) فليتبصّر!
ثمّ إنّ علاقة الارتباط للفاء بالنسبة الى الالف متكرّرة من الطرفين من حيث أنّ درجة «ا» في دقيقه الفاء ، ودرجة «ب» في دقيقة الالف ، كما للّام وان كانت هي في اللّام أشدّ (٤) وحروف مراتب الفاء هي حروف مراتب الألف بعينها. فلمّا كانت مرتبة «ف» ارتقاء حرف الطبائع بما هي مضافة وملحوظة من حيث استتباع الآثار ومبدأية [ب ـ ٦٢] الأفاعيل ـ أعني «ح» ، وضرب «ح» حرف الطبيعة في «ى» حرف جامعيّة مراتب نظام الوجود كله ، ومسطّح «ب» حرف العقل في «م» حرف عوالم الملكوت وجمع «ل» حرف عالم الأمر و «ن» حرف عالم الامكان بعوالمه وأقاليمه ، وجمع «ك» حرف عالم التكوين و «س» حرف حقيقة الانسان ، وجمع «ع» حرف الصور النوعيّة المجرّدة العقليّة والطبائع المفارقة الكلّيّه ، و «ى» حرف النظام الجملىّ بجميع مراتبه ، وكانت أكيدة العلاقة الارتباطيّة بالنسبة الى «ا» خطّ الأمر الاوّل الايجاديّ وحرف الإفاضة الاولى الابداعية ـ كانت لا محالة محقوقة بأن يكون حرف العناية الاولى السابغة والرحمة الواسعة السابغة على الاطلاق ، وعنها التعبير في اصطلاح الحكماء الراسخين في التألّه ب «الطبيعة الفعّاليّة الكليّة المطلقة» وهي مبدأ المفيض والممسك الحافظ والمقيم المدبّر لنظام الكلّ بقضّه وقضيضه.
__________________
(١) خ ، بطن.
(٢) الوافى ج ١ / ١٧ ـ ١٩ ، «اللآلى المصنوعة» ج ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠ ، «حلية الاولياء» ج ٧ / ٣٨ وفي «الكافي» ج ١ / ٢١ : «انّ الله عزوجل خلق العقل وهو اوّل خلق من الروحانيين».
(٣) بحار الانوار ج ١٥ / ٢٤ ، ج ٢٥ / ٢٢ ، ج ١ / ٩٧ و «غوالى اللئالى» ج ٤ / ٩٩ ح ١٤٠.
(٤) من حيث كون التكرّر في اللّام أولى طبقتى الدقيقة من الطرفين. (منه).