درجتها الوحدة العدديّة محقوقة لا محالة ، بأن يدلّ بها على مرتبة الافاضة الإلهيّة
__________________
الحقة الظلية ، الكاشفة عن تلك الأحدية الحقّة الحقيقية الأولى ، وعن وحدانية الله الكبرى ، كما قال سبحانه (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران / ١٨] إذ هي توحيده تعالى نفس ذاته الأقدس ـ جلّ وعلا ـ فذلك الامتداد الالفي النفس الرحماني والنور المحمدي المسبوق بالربوبية الحقّة الأزلية الأولى التي هي مرتبة كنه حضرة الذات الأقدس المسمّى ب «الأزل الأول» و «ازل الآزال» و «أبد الآباد» تعالى ، والسابق على الدرّة المحمدية البيضاء وبعدها طرّا ، بدوا وعودا ، ونزولا وصعودا ، آجالا وادبارا.
انّما هو الألف المطلقة التي هي غير الالف اللينية التي هي الالف المدّة ـ كالالف الوسطى في كلمة «جاء» ـ وتلك المطلقة هي حرف الهاوي أول هوية ، ونزوله تلك فى الالف اللينيّة المدّة ، وثانية حرف الواو المدّة ، وثالثة حرف الياء المدة. والألف المدة التي هي الهواء الأوّل يتحصّل بها عالم روح الارواح الكلية الإلهية عالم الدهر الأيمن الأعلى وهو اعلى عليين ؛ أو الدهر الايمن مطلقا ، سواء كان أعلى أو أسفل.
وحرف الواو المدّة وهي الهوىّ الثاني للألف المطلقة المحيطة بجملة الأشياء ، يتقرر بها عالم سائر الارواح الكلية والجزئية ، الملكوتية المجردة ، عالم الدهر الأيمن الأسفل وما بعده في الدهر الأيسر مطلقا ، أو عالم الأمر الأيسر خاصّة.
وحرف الياء المدّة وهي الهوىّ والنزول الثالث أخيرة مراتب الهوىّ والنزول من الألف المطلقة المسماة ب «حقيقة الآدمية» الاولى وهي «الحقيقة المحمدية المطلقة» ، والرحمة الواسعة التي وسعت كلّ شيء وظهرت في كلّ شيء بحسبه في الدنيا والآخرة ، يتحقّق بها عالم الملك والشهادة ، علوية كانت أم سفلية.
فظهرت واتّضحت من جملة ما أظهرنا [ه] وأشرنا [ه] كون الألف المطلقة التي هي ذات هويات ثلاث فيضا مقدّسا عن التقيّد والتعيّن والتحدّد والتخصّص بمرتبه دون مرتبة ، فانّها أى مرتبة الاحاطة الانبساطية الغير المحدودة. كما قال تعالى (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصّلت / ٥٤] ومن هنا يسمّى ب «الفيض المقدّس» الفائض أوّلا وبالذات عن حضرة الذات الأحدية الأقدس ، كيف لا وهي الوجود المطلق والواحد بالوحدة العدديّة التي هي ما لها ثان من جنسها ، انّما هي الوجود المقيّد والفيض المحدود!؟ فاتضح غاية الاتضاح بكون الألف المطلقه السابقة رتبة على جملة الأشياء المسبوقة بمرتبة كنه حضرة الذات الأقدس بلا واسطة وفاصلة أصلا ، واحدة بالوحدة الحقّة ، ولكن بوجه الظلية (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى / ١١](وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) [الروم / ٢٧] الذي لا مثل ولا ثاني له ، وهو النور المحمدي (ص) والاسم الذي أشرقت به السماوات والارضون ، امام أئمة الأسماء وامام الأئمة في الأسماء الحسنى ، وهو الاسم الجامع لجوامع الأسماء ، كما قال ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «اوتيت جوامع الكلم» [«المسند» لاحمد ، ج ٢ / ٢٥٠] لا يتصوّر أن يتعدّد ويتعقّل له ثان من جنسه ، فلا مجانس له ولا مماثل ولا مشابه ولا مشارك أصلا ؛ ويعبّر عن تلك الألف المطلقة الغير المحدودة المحيطة باللام ألف صورتها «لا» وأصلها هكذا «لا» فهي عنصر الحروف مطلقا ، وليست بحسب نفسها من سنخ الحروف. نعم أنّ الف همزه لهي من الحروف الصحاح التي هي ثمانية وعشرون بالهمزة ، حرفا تلك الهمزة المصدّرة الدور الأوّل من الأدوار الايجاديّة هي الواحدة بالوحدة العدديّة المتألّفة منها الأعداد. وأما الألف اللينة المدّة فهي برزخة بين الألف المطلقة ـ وهي اشباع حركة الفتح حقيقة ـ وبين الالف الهمزة ، وهى من حروف العلة المرتفعة صقعها عن عوالم سائر الحروف الصحيحة الحرفية.
هذا هو ما تحقّقته (كذا) ، في المقام وحقّقته بنور البرهان الباهر ، والبرهان هو المطاع القاهر. (على النورى).
والجواب لم يسع حق المقال كما هو حقّه. (نورى).