أصحاب ابن أسلم فقال : ما تقول فى رجل يريد سفرا أيما أحب إليك يحمل معه زادا أو يتكل؟ قال أبو عبد الله : يحمل زادا ويتوكل.
٧٣٦ ـ أخبرنا محمد بن على السمسار أن محمد بن موسى بن مشيش (١) حدثهم أن أبا عبد الله سأله رجل خراسانى فقال : أحج بلا زاد؟ فقال : لا ، اعمل واحترف واخرج ، النبي صلىاللهعليهوسلم زود أصحابه ، فقال الخراسانى : فهؤلاء الذين يغزون ويحجون بلا زاد هم على الخطأ فقال : نعم هم على الخطأ.
٧٣٧ ـ وأخبرنى محمد بن أحمد بن جامع الرازى (٢) قال : سمعت أبا معين الحسين بن الحسن الرازى (٣) قال : شهدت أحمد بن حنبل ـ رضى الله عنه ـ جاءه رجل من أهل خراسان فقال له : يا أبا عبد الله معى درهم وأراه قال أحج بهذا الدرهم؟ فقال له أحمد : اذهب إلى باب الكرخ فاشتر بهذا الدرهم منا واحمل على رأسك حتى يصير عندك ثلاثمائة فإذا صار عندك ثلاثمائة فحج. قال : يا أبا عبد الله ما ترى مكاسب الناس. قال أحمد : انظر إلى هذا الخبيث يريد أن يفسد على الناس معايشهم. قال : يا أبا عبد الله أنا متوكل. قال : فتدخل البادية وحدك أو مع الناس. قال : لا ، مع الناس. قال : كذبت لست أنت بمتوكل فادخل وحدك (٤) ، وإلا فأنت متوكل على جرب الناس.
٧٣٨ ـ أخبرنا أبو بكر المروزي قال : قلت لأبى عبد الله : هؤلاء المتوكلة الذين لا يتجرون ولا يعملون يحتجون بأن النبي صلىاللهعليهوسلم (ق / ١١) زوج على سورة من القرآن فهل كان معه شيء من الدنيا. قال :
__________________
(١) قال أبو بكر الخلال : كان يستملى لأبى عبد الله وكان من كبار أصحابه روى عن أبى عبد الله مسائل مشبعة جياد وكان جاره وكان يقدمه ويكرمه ويعرف حقه.
ت / بغداد ٣ / ٢٤٠ ، طبقات الحنابلة ١ / ٨٢.
(٢) لم أجد له ترجمة فيما اطلعت عليه من المصادر.
(٣) قال أبو حاتم : ما رأيت من أبى معين إلا خيرا. الجرح والتعديل ٣ / ٥٠.
(٤) وهذا من باب الإنكار عليه وأنه إنما هو متطلع لما فى أيدى الناس مدعيا التوكل ولا يعنى أن أحمد يجيز الدخول فى المفازة ونحوها دون أخذ ما يلزم من الطعام والشراب ونحوه. والروايات عنه فى اتخاذ الأسباب المشروعة كثيرة.