٨٣٠ ـ أخبرنى محمد بن أبى هارون أن إسحاق حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عن الرجل يكسر الطبل أو الطنبور ، أو مسكرا ، عليه فى ذلك شيء؟ قال أبو عبد الله : اكسر هذا كله وليس يلزمك شيء. قلت له : فالدف؟ وفى موضع آخر. قلت : الدف الّذي يلعب به الصبيان؟ قال : الدف لا يعجبنى كسره ، وكان أصحاب عبد الله يشددون فيه. قال إبراهيم : كنا نتبع الأزقة نخرق الدفوف من أيدى الصبيان.
٨٣١ ـ أخبرنى منصور بن جعفر حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عمن كسر الطنبور والعود والطبل فلم ير عليه شيئا. قيل له : الدف؟ فرأى أن الدف لا يعرض له وقال : قد روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم فى العرس. قيل له : يكون فيه جرس؟ قال : لا. وقد ذكر كراهية أصحاب عبد الله فى الدف ولم يذهب إليه (١).
٨٣٢ ـ وأخبرنى أبو بكر المروزي قال : سئل أبو عبد الله : ما ترى فى الناس اليوم يحركون الدف فى أملاك أو بناء بلا غناء؟ فلم يكره ذلك. قيل له فى الحديث الّذي جاء : «فصل ما بين الحلال والحرام الضرب» (٢). فعرفه وذهب إليه.
أخبرنى محمد بن على السمسار حدثنا يعقوب بن بختان أن أبا عبد الله سئل عن ضرب الدف فى الزفاف ما لم يكن غناء فلم ير به بأسا ولم يكره ذلك (٣).
٨٣٣ ـ أخبرنى عبد الله بن عبد الحميد (٤) حدثنا بكر بن محمد عن أبيه عن أبى عبد الله ، وسأله عن الرجل ينفخ فى المزمار. فقال : أكرهه ، أليس
__________________
(١) وهذه الروايات متعلقة أيضا بباب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقد ذكرنا هنا ليتضح لنا مذهب الإمام أحمد فى آلات اللهو.
(٢) رواه أحمد ٣ / ٤١٨ والترمذي ٣ / ٣٨٩ وابن ماجة ١ / ٦١١ والنسائى ٦ / ١٢٧ من حديث محمد بن حاطب قال الترمذي : حديث حسن ومحمد بن حاطب قد رأى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو غلام صغير.
(٣) الأمر بالمعروف ص : ٩١ ـ ٩٢. وانظر : مسائل ابن هانئ ١ / ١٩٧.
(٤) عبد الله بن محمد بن عبد الحميد. قال الخطيب : كان ثقة. ت / بغداد ١٠ / ١٠٥.