به عن النبي صلىاللهعليهوسلم فى حديث زمارة الراعى. فقلت : أليس هو منكرا؟ فقال : سليمان بن موسى يرويه عن نافع عن ابن عمر (١) ثم قال : أكرهه (٢) (٣).
التعليق :
يقول ابن رجب : هذه المسائل (٤) انتشر فيها من الناس المقال وكثر القيل فيها والقال وصنف الناس فيها تصانيف مفردة وذكرت فى أثناء التصانيف ضمنا وتكلم فيها أنواع الطوائف من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية ثم منهم من يميل إلى الرخصة ومنهم من يميل إلى المنع والشدة. اه
قلت : وسنتناول هنا من هذه المسائل (٥) مسألتين :
١ ـ الغناء وحكمه ـ ونقصد بالغناء هنا ذلك المشتمل على ذكر أوصاف النساء وهو على شقين : مقترن بآلات اللهو ومجرد عنها.
٢ ـ آلات اللهو.
أما المسألة الأولى فقد فصلها ابن رجب إذ يقول : فأكثر العلماء على تحريم
__________________
(١) روى أبو داود ٥ / ٢٢٢ والخلال فى الأمر بالمعروف ص : ١٠٢ عن سليمان بن موسى عن نافع قال : سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق وقال لى : يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال : فقلت : لا. قال : فرفع إصبعيه من أذنيه وقال : كنت مع النبي صلىاللهعليهوسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا قال أبو داود : هذا حديث منكر وذكر له ألفاظا أخرى. وروى ابن ماجة ١ / ٦١٣ عن مجاهد قال : كنت مع ابن عمر فسمع صوت طبل فأدخل إصبعيه فى أذنيه ، ثم تنحى حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، ثم قال : «هكذا فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم» فى إسناده ليث بن أبى سليم قال المحقق : فى الزوائد : ليث بن أبى سليم ضعفه الجمهور.
(٢) الأمر بالمعروف ص : ١٠١.
(٣) قال ابن رجب : قيل للإمام أحمد : هذا الحديث منكر فلم يصرح بذلك ولم يوافق عليه واستدل الإمام أحمد بهذا الحديث ، نزهة الأسماع فى مسألة السماع ص : ٤٨.
(٤) يقصد الغناء وسماعه وما يتعلق به.
(٥) إذ إن هناك الغناء الّذي على طريقة أهل التصوف والّذي بحثه ابن رجب أيضا وإنما ركزت على الغناء الشائع والّذي انتشر بصورة مذهلة خاصة فى العصر الحاضر.