أولاً : يكون القصر بالنفي والاستثناء (١) ، نحو : ما شوقي إلا شاعر أو : ما شاعر إلاَّ شوقي.
ثانياً : يكون القصر بإنَّما نحو : (إنّما يخشى الله من عباده العلماء).
وكقوله :
إنما يشتري المحامدَ حُرٌّ |
|
طاب نفساً لهُنّ بالأثمانِ |
ثالثاً : يكون القصر بالعطف بلا وبل ولكن نحو : الأرض متحركة لا ثابتة ، وكقول الشاعر :
عُمرُ الفتى ذكرُه لا طولُ مدته |
|
وموتُهُ خزيه لا يومُهُ الدَّاني |
وكقوله :
ما نال في دُنياهُ وان بُغيةً |
|
لكن أخو حزم يَجدّ ويَعمَل |
رابعاً : يكون القصر بتقديم ما حقّه التأخير نحو : (إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين) ، أي : نخصك بالعبادة والاستعانة.
فالمقصور عليه «في النفي والاستثناء» هو المذكور بعد أداة الاستثناء ـ نحو : وما توفيقي إلا بالله.
١ ـ والمقصور عليه : مع (إنَّما) هو المذكور بعدها ، ويكون مؤخرا في الجملة وجوباً ، نحو : وما توفيق إلا بالله.
٢ ـ والمقصور عليه مع إنما : هو الذكور بعدها ، ويكون مؤخراً في الجملة وجوياً ، نحو :
__________________
العطف لأنه يفهم منه أولا الاثبات ثم النفي ، أو عكسه ، نحو انما خليل فاهم ـ خليل فاهم لا حافظ ـ وأحسن مواقعها التعريض نحو (انما يتذكر أولوا الألباب).
واعلم أن «غير» كإلا : في إفادة القصرين ، وفي امتناع اجتماعه مع لا العاطفة ، فلا يقال : ما على غير شاعر لا منجم ، وما شاعر غير على لا نصر.
(١) يكون النفي بغير (ما) كقوله تعالى (إن هذا إلا ملك كريم) كما يكون الاستثناء بغير (إلا) نحو :
لم يبق سواك نلوذ به |
|
مما نخشاه من المحن |