والحشو : كقول زهير بن أبي سلمى :
وأعلمُ علم اليوم والأمس قبله |
|
ولكنني عن علم ما في غد عمي (١) |
وكل من الحشو والتطويل معيبٌ في البيان ، وكلاهما بمعزل عن مراتب البلاغة.
واعلم ان دواعي الاطناب كثيرة ، منها تثبيت المعنى ، وتوضيح المراد والتوكيد ، ودفع الايهام ، وإثارة الحمية وغير ذلك.
وأنواع الاطناب كثيرة(٢)
(١) منها : ذكر الخاص بعد العام : كقوله تعالى (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وفائدته التنبيه على مزية : وفضلٍ في الخاص حتى كأنه لفضله ورفعته ، جزءٌ آخرُ ، مغاير لما قبله ولهذا خص الصلاة الوسطى (وهي العصر) بالذكر لزيادة فضلها.
(٢) ومنها : ذكر العام بعد الخاص : كقوله تعالى : (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات) (٣) وفائدته شمول بقية الأفراد ، والاهتمام بالخاص لذكره ثانياً في عنوان عام ، بعد ذكره أولا في عنوان خاص.
(٣) ومنها : الإيضاح بعد الإبهام ، لتقرير المعنى في ذهن السامع بذكره مرتين ، مرة على سبيل الإبهام والأجمال ، ومرّة على سبيل التفصيل والإيضاح ، فيزيده ذلك نبلا وشرفاً كقوله تعالى : (يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) ، وكقوله تعالى (وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين) فقوله أن دابر
__________________
(١) الشاهد في قوله ، قبله ، لأنه معلوم من قوله أمس : وكقول الآخر :
ذكرت أخي فعاودني |
|
صداع الرأس والوصب |
فان الصداع لا يكون الا في الرأس ، فذكر الرأس لا فائدة فيه.
(٢) ومنها الحروف الزائدة ، وتكثير الجمل ، (نحو فبما رحمة من الله لنت لهم).
(٣) من دعاء سيدنا نوح لنفسه ولوالديه وللمؤمنين.