وقال بعض أمراء العرب ، وقد اعتلت أمّه ، فكتب رقاعاً وطرحها في المسجد الجامع بمدينة السلام : صين امرؤ وَرَعَا ، دعا لامراة انقحلة (١) مقسئنة (٢) قد منيت بأكل الطرموق (٣) فأصابها من أجله الاستمصال (٤) بأن يمن الله عليها بالاطرعشاش (٥) والابرغشاش أسمع جعجعة (٦) ولا أرى طحنا الاسفنط (٧)حرام وهذا الخنشليل (٨) صقيل ، والفدوكس مفترس (٩).
يوم عصبصب وهلوف ، ملأ السجسج طلا (١٠).
أمنَّا أن تصرّع عن سماحٍ |
|
وللآمال في يدك اصطراع (١١) |
وقال الفرزدق :
واذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم |
|
خُضعَ الرَّقاب نواكس الأبصار (١٢) |
يا نفسُ صبراً كل حيّ لاقي |
|
وكل اُثنين إلى افتراق |
__________________
(١) يابسة.
(٢) مسنة عجوز.
(٣) ابتليت باكل الطين.
(٤) الإسهال.
(٥) البرء وكذا معنى ما بعده.
(٦) جعجعة غير فصيحة لتنافر حروفها ، وهو مثل يضرب لمن يقول ولا يفعل.
(٧) الاسفنط الخمر.
(٨) الخنشليل السيف.
(٩) الفدوكس الأسد ، فكل من هذه الألفاظ الثلاثة وحشية غير مألوفة.
(١٠) شديد البرد فيهما والسجسج الارض التي ليست بسهلة ولا صلبة.
(١١) أراد : أنهم امنوا أن يغلبه غالب يصرعه عن السماع ويمنعه منه وأما قوله (وللآمال في يدك اصطراع) فمعناه تنافس وتغالب وازدحام في يده يريد كثرة نواله وكرمه. واستعماله للفظة الاصطراع بهذا المعنى بعيد.
(١٢) فقد جمع (ناكس) على (فواعل) شذوذا وهذا لا يطرد إلا في وصف لمؤنث عاقل لا لمذكر كما هنا إلا في موضعين (فوارس وهوالك) والناكس : مطأطئ الرأس.