نحو : حكم على قاتلك بالسِّجن ، من القتل بمعنى الضّرب الشديد ، مجازاً ، ونحو : أصادق الأصم عن الخنى ، واجاور الأعمى عن العورات ، ونحو : فلسان حالي بالشكاية أنطق : أي أدلّ ، ونحو : قوله تعالى (من بعثنا من مرقدنا) ونحو : جئت بمقتالِك (١) : أي بالآلة التي أضربك بها ضربا شديداً.
التنبيه العاشر : مدار قرينة التبعية في الفعل والمشتق على ما يأتي :
(١) على الفاعل : نحو : إنا لما طغى الماء ، ونطقت الحال بكذا (٢)
(٢) أو على نائبه : نحو : ضربت عليهم الذلة والمسكنة (٣)
(٣) أو على المفعول به : نحو :
جُمِعَ الحقّ لنا في إمامٍ |
|
قتل البخل وأحيا السّماحاً (٤) |
(٤) أو على المفعول به الثاني ، نحو :
صبحنا الخزرجية مرهفات |
|
أباد ذوى أرومتها ذووها (٥) |
__________________
(١) شبه الضرب بالقتل بجامع شدة الايذاء في كل ثم استعير للضرب الشديد على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية ، ثم اشتق منه «مقتال» بمعنى آلة الضرب على سبيل الاستعارة التبعية ، وشبه الاعراض عن سوء القول وعدم سمعه بالصمم بجامع عدم تأثر النفس بالقول في كل ، وكذا شبه الاغضاء عن العورات بالعمى ، بجامع عدم تأثر النفس بالمرئي في كل.
(٢) لأن كلا من الطغيان والنطق من شأن الانسان.
(٣) لأن الضرب من شأن الخيام ، لا من شأن الذلة التي هي أمر معنوي.
(٤) لأن القتل والاحياء لا يقعان إلا على ذي روح ، والبخل والسماح معنويان لا روح فيهما ، فدل هذا : على أن المراد بالقتل الازالة ، وبالاحياه الاكثار ، شبه الازالة بالقتل بجامع ما يترتب على كل من العدم ، والاكثار بالاحياء بجامع إظهار المتعلق في كل.
(٥) القرينة تعلق الفعل «صبح» بمرهفات وهي مفعولي به ثان يقال ، صبحه كقطع سقاه الصبوح ، وهو شراب الغداة ، ومرهفات أي سيوفا مرهفات ، يقال ارهف السيف إذا حدده ورققه ، وأباده أهلكه ، والارومة الأصل