ونحو إني أراك تقدّم رجّلاُ وتؤخر أخرى يضرب لمن يتردد في أمر ، فتارة يقدم ، وتارة يحجم ، ونحو : (أحشفاً وسوء كيلة) يضرب لمن يظلم من وجهين وأصله أنّ رجلا اشترى تمراً من آخر) فاذا هو ردىءٌ ، وناقص الكيل ، فقال المشتري ذلك ـ ومثل ما تقدم جميع الأمثال السائرة نثراً ونظماً.
فمن النثر قولهم : لمن يحتال على حصول أمر خفي ، وهو متستر تحت أمرٍ ظاهرٍ «لأمر ما جدع قصير أنفه» وقولهم : «تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها وقولهم : لمن يريد أن يعمل عملا وحده وهو عاجز عنه «اليد لا تصفق وحدها» وقولهم : لمجاهد عاد إلى وطنه بعد سفر «عاد السيف إلى قرابه ، وحلّ الليث منيع غابه» وقولهم لمن يأتي بالقول الفصل :
__________________
واجراء الاستعارة في المثل الثالث ، شبهت هيئة من يظلم من وجهين ، بهيئة رجل باع آخر تمراً رديئاً وناقص الكيل بجامع الظلم من وجهين في كل واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه ، على طريق الاستعارة التمثيلية.
واجراء الاستعارة في المثل الرابع : شبهت هيئة الرجل المتستر تحت أمر ليحصل على أمر خفي يريده ـ بهيئة الرجل المسمى (قصيراً) حين جدع أنفه ليأخذ بثأر (جذيمة) من (الزباء) بجامع الاحتيال في كل واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه ، على طريق الاستعارة التمثيلية.
واجراء الاستعارة في المثل الخامس ، أن يقال شبهت هيئة رجل كريم الأصل عزيز النفس ، الذي لا يفضل الدنايا على الرزايا عند ما تزل به القدم ، بهيئة المرأة التي تفضل جوعها على إجارتها للارضاع عند فقرها بجامع ترجيح الضرر على النفع في كل ، واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه ، على طريق الاستعارة التمثيلية.
واجراء الاستعارة في المثل السادس ، شبهت هيئة من يريد أن يعمل عملا وحده وهو عاجز عنه ، بهيئة من يريد أن يصفق بيد واحدة ، بجامع العجز في كل ، واستعير الكلام الموضوع للمشبه به ، للمشبه ، على سبيل الاستعارة التمثيلية.
واجراء الاستعارة في المثل السابع ، شبهت هيئة الرجل الذي يحصل بوجوده فصل المشكلات ، بهيئة نبي الله موسى عليه السلام ، مع سحرة فرعون ، بجامع حسم النزاع في كل ، واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التمثيلية ، واجراء الاستعارة في المثل الثامن ، شبهت هيئة الرجل الذي لا يقول إلا الحق ولا يخبر إلا بالصدق ، بهيئة المرأة المسماة «جذام» بجامع الصدق في كل ، واستعير الكلام الموضوع للمشبه به للمشبه ، على طريق الاستعارة التمثيلية.