وإلا سمى (مفروقا) كقوله :
لا تعرضن على الرواة قصيدة |
|
ما لم تكن بالغت في «تهذيبها» |
فاذا عرضت الشعر غير مُهذّب |
|
عدوه منك وساوساً «تهذى بها» |
والثاني : وهو الجناس المُلفّق : يكون بتركيب الركنين جميعاً كقوله :
وليت الحكم خمساً وهي خمس |
|
لعمري والصبا في العنفوان |
فلم تضع الأعادي قدر «شاني» |
|
ولا قالوا فلان قد «رشاني» |
(٨) ومنها : (جناس القلب) وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف ، نحو : حسامه فتحٌ لأوليائه ، وحتفٌ لأعدائه ، «ويسمى قلب كلٍّ» لانعكاس الترتيب ، ونحو : اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، ويسمى (قلب بعض) ونحو : رحم الله امرأ ، أمسك ما بين فكيه ، وأطلق ما بين كفيه.
وإذا وقع أحد المتجانسين في أول البيت ، والآخر في آخره ، سمى (مقلوباً مجنحاً) كأنه ذو جناحين كقوله :
لاح انوارُ الهدى |
|
من كفّه في كل حال |
وإذا ولى أحد المتجانسين الآخر قيل له «المزدوج» وإن كان التركيب بحيث لو عكس حصل بعينه (فالمستوى) وهو أخص من (المقلوب المجنح) ويسمى أيضاً «ما لا يستحيل بالانعكاس» نحو (كل في فلك) ونحو (وربك فكبر) ، وبعد : فلا يخفى على الأديب ، ما في الجناس من الاستدعاء لميل السامع ، لأن النفس ترى حسن الإفادة ، والصورة صورة تكرار وإعادة ومن ثم تأخذها الدهشة والاستغراب ولأمرٍ ما ، عُدّ الجناس من حُلى الشعر.