والثاني : وهو اختلاف أحد (ركنيه) في الضاد والظاء ، نحو قوله تعالى : (وجوه يومئذ (ناضرةٌ) إلى ربها (ناظرة)) ، وكقول أبي فراس :
ما كنت تصبر في القديــ |
|
ـم فلم صبرت الآن عنّا |
ولقد ظننت بك الظنو |
|
ن لأنه من (ضن ظنّا) |
والثالث : وهو اختلاف أحدرُ كنيه في الهاء والتاء كقوله :
إذا جلست إلى قوم لتؤنسهم |
|
بما تحدّث من ماض ومن آت |
فلا تعيدن حديثاً إنّ طبعهم |
|
موكلٌ (بمعاداة المعادات) |
(٦) ومنها : الجناس المُحرِّف والجناس المُصحَّف.
فالأول : ما اختلف ركناه في هيآت الحروف الحاصلة من حركاتها وسكناتها ، نحو : جبة البرد جنة البرد
والثاني : ما تماثل ركناه وضعاً ، واختلفا نقطاً ، بحيث لو زال إعجام أحدهما لم يتميز عن الآخر كقول بعضهم : غرك عزُّك ، فصار قصارى ذلك ذلك ، فاخش فاحش فعلك ، فعلك بهذا تهتدي. ومثل قولى أبي فراس :
من بحر شعرك أغترف |
|
وبفضل علمك أعترف |
(٧) ومنها : الجناس المركّب «والجناس الملفق».
فالأول : ما اختلف (ركناه) إفراداً وتركيباً فان كان من كلمة وبعض أخرى ، سُمى (مرفُوّاً) كقول الحريري :
ولا تلهُ عن تذكار ذنبك وابكه |
|
بدمع يضاهى المزن حال «مصابه» |
ومثّل لعينيك الحمام ووقعه |
|
وروعة ملقاه ومطعم «صابه» |
وان كان من كلمتين فان اتفق الركنان خطاً سُمِّي (مقرونا) كقوله :
إذا مَلِك لم يكن ذاهبة |
|
فدعه فدولته ذاهبة |