ومواضع المسند ثمانية :
(١) خبر المبتدأ : نحو قادرٌ من قولك : الله قادرٌ.
(٢) والفعل التام : نحو حضر من قولك : حضر الأمير.
(٣) واسم الفعل : نحو هيهات وَوَى وآمينَ.
__________________
لفظية وإما معنوية فاللفظية كقولك هزم الأمير الجند وهو في قصره ، والمعنوية كاستحالة قيام المسند بالمسند إليه المذكور معه عقلا بمعنى أنه لو خلى العقل ونفسه عد ذلك القيام محالا كقولك محبتك جاءت بي اليك ، لاستحالة قيام المجىء بالمحبة عقلا ، وكاستحالة ما ذكر عادة نحو هزم الأمير الجند لاستحالة قيام هزيمة الجند بالأمير وحده عادة ، وان أمكن عقلا ، وكأن يصدر من الموحد : نحو
أشاب الصغير وأفنى الكبير |
|
كر الغداة ومن العشي |
فأن صدور ذلك من الموحد قرينة معنوية على أن إسناد أشاب وافنى إلى كر الغداة ومر العشي مجاز ، ثم هذا غير داخل في الاستحالة إذ قد ذهب إليه كثير من المبطلين ولا يجب أن يكون في المجاز العقلي لللفعل فاعل يعرف الاسناد إليه حقيقة ، بل تارة يكون له فاعل ، يعرف إسناده إليه حقيقة كما تقدم ، وتارة لا نحو قوله.
يزيدك وجهه حسنا |
|
إذا ما زدته نظراً |
فان اسناد الزيادة للوجه مجاز عقلي وليس لها أي الزيادة فاعل يكون الاسناد إليه معروفا حقيقة ، ومثله سرتني رؤيتك وأقدمني بلدك حق لي عليك ، فهذه الأمثلة ونحوها من المجاز العقلي الذي لا فاعل له يعرف الاسناد إليه حقيقة : كما قال الشيخ (عبد القاهر) ، وقيل لابد له من فاعل يعرف الاسناد إليه حقيقة ، ومعرفته إما ظاهرة نحو (فما ربحت تجارتهم) أي فما ربحوا في تجارتهم وإما خفية كهذه الأمثلة والفاعل الله تعالى ، هذا ـ وقد أنكر (السكاكي) المجاز العقلي ذاهبا إلى أن أمثلته السابقة ونحوها منتظمة في سلك الاستعارة بالكناية فنحو أنبت الربيع البقل يجعل الربيع استعارة عن الفاعل الحقيقي ، بواسطة المبالغة في التشبيه ، ويجعل نسبة الانبات إليه قرينة الاستعارة وسيأتي مذهبه ان شاء الله تعالى في فن البيان عند الكلام على الاستعارة بالكناية.
تنبيه : ذكر بعض المؤلفين (مبحث المجاز العقلي والحقيقة العقلية) في أحوال الاسناد من علم المعاني وبعضهم ذكرهما في فن البيان عند تقسيم اللفظ إلى حقيقة ومجاز ولكل وجهة.