وتقع هل البسيطةُ في الترتيب العقلي (١) بين ما التي لشرح الاسم ، و «ما» التي للحقيقة فَمن يجهلُ معنى البشر مثلا يسأل أولاً «بما» عن شرحه : فيجاب بانسان ، ثم «بهل» البسيطة عن وجوده ، فيجاب بنعم ثم «بما» عن حقيقته ، فيجاب بحيوان ناطق.
ومَن موضوعة للاستفهام ، ويطلبُ بها تعيين أفراد العقلاء نحو : من فتحَ مصر؟ ونحو : من شيد الهرم الأكبر؟ ونحو : من شيد القناطر الخيرية؟
متى وأيَّان
متى : موضوعة للاستفهام ، ويطلبُ بها تَعيينُ الزَّمان ، سواء أكان ماضيا أو مستقبلا نحو متى تولَّى الخلافة عمرُ؟ ومتَى نحظَى بالحرية.
وأيَّان : موضوعة للاستفهام ، ويطلبُ بها تعيينُ الزَّمان المُستقبل خاصة وتكون في موضع التهويل والتفخيم دون غيره كقوله تعالى : (يسالُ أيّان يوم القيامة) (٢).
كيف وأين وأنى وكم وأي
كيف : موضوعة للاستفهام ويطلبُ بها تعيينُ الحالُ : كقوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد) وكقوله :
وكيف أخاف الفقر أو أحرمُ الغنى |
|
ورأى أمير المؤمنين جميل |
وأين : موضوعة للاستفهام ويطلبُ بها تعيينُ المكان نحو : أين شركاؤكم.
وأنى : موضوعة للاستفهام وتأتى لمعان كثيرة.
(١) فتكون بمعنى كيفَ ، كقوله تعالى : (أنَّى يُحيِي هذهِ اللهُ بعد موتها).
(٢) وتكون بمعنى مِن أين ، كقوله تعالى : (يا مريمُ أنى لكِ هذا).
__________________
(١) الترتيب العقلي : هو أن يكون المتأخر متوقفا على المتقدم ، من غير أن يكون المتقدم علة له وذلك كتقدم المفرد على المركب.
(٢) أي فقد استعملت أيان مع يوم القيامة للتهويل والتفخيم بشأنه ، وجواب هذا السؤال (يومهم على النار يفتنون).