العالم في حالة اتساع مطَّرد ، ولكي يتّضح مفهوم هذه الجملة في أذهاننا بصورة كاملة ، نقرأ في كتاب «بداية ونهاية العالم» لمؤلفه «جان ألدر» :
«لقد كشفت أحدث وأدق الحسابات على طول مسيرة الأمواج التي تنبعث من النجوم ، الستار عن إحدى الحقائق العجيبة والمدهشة ، حيث بيّنت أنّ مجموعة النجوم التي تشكل هيئة العالم تبتعد بسرعة فائقة عن مركز العالم بصورة مستمرة ، وكلما اتسعت الفاصلة بينها وبين مركز العالم كلما زاد ذلك من سرعة سيرها ، ويبدو أنّ النجوم بأكملها كانت مجتمعة في هذا المركز في يوم من الأيّام ثم تشتت شملها بعد ذلك ، وانفصلت عنها مجموعة من النجوم الكبيرة لتشق طريقها في مسالك الفضاء المختلفة ، علاوة على أنّ العلماء استفادوا من هذا الموضوع على أنّ للعالم نقطة شروع في بداية الأمر» (١).
ونقل في نفس الكتاب عن «جورج كاموف» قوله في كتاب «خلق العالم» :
«إنّ فضاء العالم المتكون من مليارات المجرّات ، في حالة اتساع مطَّرد ، وفي الحقيقة أنّ عالمنا ليس في حالة سكون وإنّما في حالة انبساط ، والتوصل إلى الحقيقة القائلة بأنّ هذا العالم هو في حالة انبساط وتوسع ، هو المفتاح الذهبي للتعرف على لغز هذا العالم ، قولنا : إنّ العالم في حالة انبساط حالياً ، يستلزم منه أنّ العالم كان في حالة انقباض شديد جدّاً في يوم من الأيّام» (٢).
ونقرأ في كتاب «حدود النجوم» لمؤلفه «فورد هويل» حول سرعة الانبساط واتساع العالم مايلي :
«تصل أقوى درجات السرعة لتقهقر الكرات التي خضعت للقياس إلى وقتنا هذا إلى حدود ستة وستون ألف كيلو متر في الثانية ، إنّ نور المجرات الأبعد يبدو ضعيفاً بنظرنا إلى درجة بحيث يتعسر علينا قياس سرعتها ، نظراً لعدم وجود النور الكافي ، لقد بيّنت الصور التي التقطت من السماء بوضوح أنّ فاصلة هذه المجرّات ابعد بكثير من فاصلة المجرّات القريبة» (٣).
__________________
(١) بداية ونهاية العالم ، ص ٧٤ ـ ٧٧ (باختصار).
(٢) المصدر السابق.
(٣) حدود النجوم ، ترجمة رضا أقصى ، ص ٣٣٨ ، عن النسخة الفارسية.