يستخلص من مضمون هذه القصة الكاذبة للتوراة مايلي :
أ) كان لسليمان عليهالسلام علاقات كثيرة بنساء الطوائف المشركة ، وقد استولى على قسم كبير منهن خلافا لأمر الله ثم أخذ يميل إلى معتقداههن شيئاً فشيئاً ، وبالرغم من كونه شخصاً ميالاً للنساء فقد حاز على ٧٠٠ امرأة بالعقد الدائم و ٣٠٠ امرأة بالعقد المنقطع! إلّاأن تعلقه الشديد بالنساء ادى به إلى ابتعاده عن طريق الله تعالى!.
ب) أصدر سليمان قرارا معلنا ببناء معبد للأصنام ، وبنى على الجبل المطل على «اورشيلم» تلك البقعة المقدّسة لاسرائيل ، معبدا لصنم كموش ـ الصنم المعروف لطائفة الموابيان ـ وصنم مولك ـ الصنم المختص بطائفة بني عمون ـ وبرزت في نفسه علاقة خاصة بصنم «عشتروت» الصنم المنسوب إلى الصيدونيان ، وقد تحقق ذلك كله في عهد شيخوخته!
ج) ووجه الله تعالى له عقابا على هذا الانحراف والذنب العظيم ، وتبلور هذا العقاب في أن يسلب منه مملكته وسلطانه ولكن لا يسلبه من يده شخصاً وإنّما يسلبه من يد ابنه «رحبعام»! وسيمنحه فرصة البقاء في الحكم متى شاء ، وهذا الأجل لكونه من عباد الله المقربين ؛ لقد كان والد سليمان هو داود ، ذلك العبد المقرب عند الله والذي أقدم على قتل النفس وارتكاب الزنى بالمحصنة ، وهي زوجة أحد قادة جيشه!!
هل يمكن لأحد الأشخاص العقلاء أن ينسب هذه التهم الفظيعة إلى ساحة إنسان مقدس كالنبي سليمان؟!
إذا اعتقدنا بنبوة سليمان عليهالسلام ـ كما صرح به القرآن ـ فالأمر واضح وإذا وضعناه في قائمة ملوك بني اسرائيل ، فكذلك لا يمكن أن تصدق في حقه مثل هذه التُهم أيضاً.
ولو أننا أنكرنا نبوته فمن المسلم أنّه كان تالياً للنبي من بعده ، لأنّ من الكتب التي اشتملت على أقوال هذا الرجل الإلهي الكبير كتابين من كتب العهد القديم أحدهما يقع تحت عنوان «مواعظ سليمان» أو «حكم سليمان» والآخر تحت عنوان «نشيد سليمان» بالإضافة إلى أنّ التوراة في الفصل الثالث من الكتاب الأول لتاريخ الملوك «الجمل من ٥