الجسدية والهموم النفسية والفكرية والمنازعات والمصادمات والاختلافات الاجتماعية ، وهي من عوامل شقاء الإنسان وبؤسه ، وتفعل فعلها في وجود البشر كسم الحية وهي مبرر كاف على انعدام العفة والسقوط في وحل الانحرافات الجنسية السيئة والوقوع في شرك أنواع التخيلات والابتلاءات التي طرحت في هذه العبارات بشكلٍ واضح جدّاً.
ونقرأ في موضع آخر من كتاب «أمثال سليمان» هذه العبارة : الخمرة المستهزئة (وهي التي تدعو الإنسان إلى أن يقوم بحركات ويتحدث بكلمات تفضي إلى الاستهزاء والسخرية) والمسكرات الصاخبة (وهي التي تسبب المنازعات والمخاصمات) وكل من يقع في أسره لايصبح حكيماً (١).
كما ونقرأ في الفصل ٢٨ من كتاب اشعياء هذه العبارة أيضاً : «أما هؤلاء (إشارة إلى مجموعة من المنحرفين) فقد ضلوا طريقهم وفقدوا صوابهم بفعل الخمر والمسكرات أيضاً».
وجاء في موضع آخر من نفس الكتاب هذا المعنى : «الويل لُاولئك الذين استعانوا بشرب الخمرة على الغلبة وبمزج المسكرات على القوة» (٢) ، أي أنّ قواهم تتحرك من خلال شرب الخمرة وتستعد للنزاع.
وجاء في كتاب هوشيع (من التوراة) : «إنّ الزنا والخمر وعصير العنب «بصورته المسكرة» كل منهم يؤدّي إلى ضعف القلب» (٣).
يتضح من هذه العبارات جيداً أنّ المعوّل في حرمة الخمر ليس كونها من المشروبات العادية إنّما لكونها من المائعات المسكرة التي تلحق الضرر بالجسم والروح الإنسانية وتؤدي إلى الضياع والشقاء.
بناء على هذا أليس من المخجل أن يقال إنّ المعجزة الاولى للسيد المسيح عليهالسلام التي ظهرت في مدينة قاناي الجليل تبلورت في التحول الذي طرأ ببركته على عدّة ظروف كبيرة
__________________
(١) عهد عتيق ، كتاب أمثال سليمان ، فصل ٢٠ ، جملة ١.
(٢) كتاب اشعياء ، فصل ٥ ، جملة ٢٢.
(٣) كتاب هوشيع فصل ٤ ، جملة ١١.