٦ ـ وأما من ناحية المناوشات الكلامية والنزاعات التي تقع بين أصحاب المذاهب والرقباء الاجتماعيين فله وصية اخرى يقول فيها : بدلاً من المقابلة بالمثل وإعداد القوى استخدموا أسلوب مقابلة الضد بالضد ، وردّوا القبيح بالحسن كي تُقتلع بذرة النفاق والعداوة من جذورها ، يقول عزّ من قائل : (ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ احْسَنُ فَاذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَانَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّهَا الَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا الَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ). (فصلت / ٣٤ ـ ٣٥)
٧ ـ أما بصدد (المصير الإنساني) يقول بصراحة : إنّ مصير كل شخص بيده ، وموقوف على جهده وسعيه : (كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ). (المدثر / ٣٨)
(وَان لَّيسَ لِلإِنَسانِ الَّا مَا سَعَى * وَانَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرَى). (النجم / ٣٩ ـ ٤٠)
٨ ـ وحول «حرية العقيدة» وإنّه لا يمكن النفوذ في الحيز الفكري لشخص معين إلّاعن طريق الاستدلال وتوضيح معالم الدين يقول تعالى : (لَا اكرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَىّ). (البقرة / ٢٥٦)
وفي مجال «حرية الإنسان» يقول : إنّ أحد الأهداف المهمّة لبعثة نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله هو اطلاق سراح الناس من قيود وسلاسل الأسر والعبودية : (وَيَضَعُ عَنْهُمْ اصْرَهُم وَالاغْلَالَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيِهْم). (الأعراف / ١٥٧)
ولهذه الأغلال مفهوم واسع بحيث تشمل كافة أنواع سلب الحرية الإنسانية.
٩ ـ وفي صدد «عدم التدخل في الأمور الشخصية للآخرين» ، والمحافظة على كرامة الأفراد ، وعدم هتك حرمتهم يقول تعالى : (يَاايُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيرَاً مِّنَ الَظَّنِّ انَّ بَعضَ الظَنِّ اثمٌ وَلَاتَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَّعضُكُم بَعْضاً). (الحجرات / ١٢)
١٠ ـ ومن المباديء التي أكد عليها القرآن الكريم هو مبدأ «التعايش السلمي» مع كافة الأفراد المسالمين الذين يعدونهم من أهل التفاهم والحوار في الأهداف المشتركة ، أو على الأقل من الذين اتخذوا طريق الحياد والاعتدال ، لذا يقول تعالى : (لَّايَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَم يُقَاتِلُوكُم فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُم انْ تَبَرُّوهُم وَتُقسِطِوُا إِلَيهِم انَّ اللهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ) ، ثم يعقب على ذلك بقوله : (انَّمَا يَنَهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلوُكُم فِى الدِّينِ